في منتصف الثمانينات كانت إذاعات العالم الإسلامي من إسلام أباد إلي طهران وحتي إذاعة المنستير في تونس تبث تسجيلات الشيخ عنتر مسلم يوميا ،بينما كانت أشرطة الشيخ ممنوعة من التداول في مصر بناء علي قرارا من الأزهر
ولد عنتر لأسرة فقيرة في محافظة الغربية أصيب بعارض مرضي في عينيه وهو في سن الواحدة وحاولت جدته علاجه "بالشمم "ولكنه فقد بصره ، سلمه والده للكتاب لحفظ القرآن الكريم وأتم حفظه في سن الثامنة من بعدها قدم في أحد المعاهد الأزهرية ولكنه تركها بعد فترة قصيرة ليقوم بالاعتماد علي نفسه في التعلم وقام بالتوجه للموالد الشعبية وكان يقوم بإنشاد السيرة النبوية وقراءه القرآن
بدأت شهرته بين القري وكان ينتظره الناس قبل وصوله بالساعات ويحملون أجهزة الكاسيت للتسجيل وكان البعض يأجلون دفن موتاهم حتي وصول الشيخ ، في منتصف السبعينات أصبح الشيخ عنتر معروفا في جميع أنحاء مصر وانتشرت أشرطة الشيخ في كل الجمهورية وخارجها ولكن أسلوبه كان غريبا وطريقته في التلاوة خارجه عن المألوف وأصبح قضيه رأي عام.
كان عنتر يقرأ بضع آيات متصلة من أي موضع في السورة، لمدة نحو خمس دقائق، ثم يقطع التلاوة بالبسملة من جديد، ويعود ليبدأ من الموضع نفسه، فيردد الآية الواحدة ثلاث أو أربع مرات بقراءات مختلفة، و كان يتلو القرآن الكريم بأكثر من أربع قراءات مختلفة في الرُبع الواحد ، وقال عنه بعض القراء أنه يحرف في القراءة، وقيل عنه أيضا أنه يتعاطى الحشيش قبل القراءة فاعتبر قرّاء الإذاعة طريقته هذه نوعا من الهرطقة وشنوا عليه حربا وحظر الأزهر الشريف طبع وتوزيع أشرطته
بعد تلك الأزمة عُقد للشيخ "اختبار قراءة" في مقر مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وذهب ومعه ثلاث كراتين كبيرة تضم أكثر من ٢٥٠ كتاب من مكتبته للاستعانه بها، ذلك الاختبار استمر لمدة اربعه ساعات وحتي بعد نجاحه في الاختبار لم يصدر الأزهر اي قرار في حقه وفي النهاية قام الشيخ بنشر إعلانا مدفوع الأجر في الجرائد القومية الثلاث "الأهرام والأخبار والجمهورية" يتبرأ من بعض القراءات وان من لديه شرائط بصوته فليقم بإحراقها لما بها من أخطاء
عرض علي عنتر عرضا شخصيا من القيادة الليبية ممثلة في "الأخ العقيد"، الذي يعرض عليه أن ينتقل للعيش في ليبيا، وأن يقرأ في المناسبات التي تقيمها "اللجان الثورية"و المناسبات الدينية والاجتماعية، وذلك مقابل "فيلا" يعيش فيها الشيخ مع أسرته، سيتم بناؤها له خصيصا بالمواصفات التي يطلبها، وسيارة بسائق ومرتب فلكي ولكنه رفض
يقول الكاتب في النهاية يبدو أن الجميع، بمن فيهم الأزهر والصحف وإذاعة القرآن الكريم، أصّر على محو تجربة الرجل من الذاكرة المصرية، في حين يضعه باحث من كبريات الجامعات الأمريكية مثل أندرو سايمون، وغيره، ضمن "التاريخ الثقافي" لمصر بجدارة، ويعتبره شخصية جديرة بالبحث في تجربتها المتفردة ، وان شعبية عنتر في دولة مثل باكستان تضم أضعاف ما تبقى من تسجيلاته لدى السمّيعة المصريين.
عاش الشيخ حياة أسرية غير مستقرة بالمرة، وكانت حياته سلسلة مستمرة من الزيجات الفاشلة، فقد تزوج 14 زيجة من أوساط اجتماعية متباينة، وكان يطلّق زوجاته لأتفه الأسباب،وتوفي بعمر ٦٦ عام ٢٠٠٢