اقتباسات من رواية جين اير

❞ إن الحياة أقصر من أن نضيعها في تنمية البغضاء، إننا مثقلون بالأخطاء في هذه الحياة.. ❝

❞ الحياة أقصر من أن نضيعها في تنمية البغضاء ❝

‏وسارت أيامي سعيدة هانئة.. كما سعد أيضا أحب الناس إلي، فقد تزوجت "ديانا، وماري" أما "سانت جون" فقد اختار لنفسه الطريق التي آثرها.. فسافر إلى الهند بعزيمة لا تعرف الكلل ولا تهاب الأخطار، مكرسا حياته في خدمة الله والدعوة إلى الخير. ‏

أفي حلم أنا.. أم حقيقة عذبة؟‏

‫ ‏- لا حلم ولا وهم.. أن عقلك أمنع من أن يغشاه وهم..‏

‫ ‏- أين أنت؟.. أم هو مجرد صوت أسمعه؟.. أواه!… لقد فقدت حاسة البصر فلابد لي أن ألمس، وإلا توقف قلبي وانفجر مخي.. وفقدت الحياة..!‏

‫ ‏وبسط يده يتلمس، فأخذتها في حنان بين راحتي..

ولن تلن توسلاتي قلبها، فأوصدت الباب في وجهي وأحكمت رتاجه.. فتملكني اليأس، ومزق الألم قلبي. وكان الإعياء قد نال مني، فغدوت لا أقوى على التحرك من مكاني، فتهالكت على العتبة التي بللها المطر ورحت أبكي في لوعة وألم، ولاح لي شبح الموت رهيبا.. وأنا بعيدة عن موطني. وفقدت الأمل كما فقدت الجلد.. ثم خطرت بذهني آخر بارقة من الرجاء فصحت: ‏

‫ ‏- إيماني بالله عظيم.. فلتكن إرادته.. ‏

"لن أهجرك أيها القلم قبل أن تفارقني الروح, ولتكن أسماء الذكور قناعا نموه به أوراقنا ".‏

جميل

بودي أن أصارحك أن أفكاري مشتتة يحيط بها سياج من الخوف.. فأنا أخشى أن أضعف أمام إغرائك، فأتخبط فيما لا استطيع تحقيقه..!‏

أنني مؤمن بربي.. وهو عادل وجبار. وإذا كان قد اختارني- وأنا ضعيف- لهذه المهمة الجليلة، فإنه ولا شك يمنحني عونا من لدنه وحكمته..

أنني أقبل العمل راضية.. فشكرا يا سيدي..‏

‫ ‏- وماذا تحسين إذا وجدت أن ما ستعلمينه للأطفال مبادئ الحياكة والقراءة والكتابة والحساب أقل من مستوى ثقافتك؟‏

‫ ‏- سأدخر "ثقافتي" إلى وقت الحاجة يا سيدي..‏

هل يضرك أن تحبيني؟!‏

‫ ‏- بل يؤذيني أن أطيعك..‏

كنت أوثر لو أنك أتيت إلي وأخذت تعنفينني.. بل توقعت ذلك، وأعددت نفسي لسيل من العبرات تزرفينها على صدري فوق قلبي النابض، بدلا من أن تتلقاها أرض صماء أو منديل صغير.

أنه لم يخلق للوحدة والصمت، بل للحديث الشجي لكي يحس بالمحبة نحو من يهفو إليه. أن الفم أيضا ينم عن الهناء! ثم أن هناك الجبين الذي يقول أن في وسع الإنسان أن يعيش وحيدا ولو اقتضاه ذلك ثمنا باهظا، فلا حاجة إلى بيع الروح لشراء السعادة

بل أنك مكتئبة جدا إلى حد تكفي معه بضع كلمات لتطفر الدموع من عينيك، بل أنها في مآقيك الآن حيرى بين الاحتباس والانهمار.. أراها تلتمع وتسبح.. ها هي ذي دمعة استعصى حبسها فسقطت على الأرض.

ولم أجفل أمام ذلك الجفاف في الاستقبال، بل أحسبني كنت أضطرب لو أنه قابلني بتودد. أما هذا الجفاء فيترك لي حريتي، ولا يلزمني بتكلف أي شيء مما درج الناس عليه على سبيل المجاملة

إذا بلغك أنني قضيت، فلا تجزعي ولا تحزني.. فليس ثمة ما يدعو إلى الأسى، سنموت جميعًا يومًا ما. ومما يخفف عني أن دائي ليس مؤلمًا، وإنما يسير بي في هوادة وتدرج إلى مثواي.

وساعد خلو بالي من الحسرة والتذمر على تحسين ذاكرتي..

يجب أن أكره من يكرهني، مهما فعلت لإرضائه. يجب أن أقاوم الظلم. هذا أمر طبيعي أما الذين يشملونني بحبهم وعطفهم، فيجب أن أحبهم وأتقبل عقابهم عندما أستحقه.‏ ‫- ‏الوثنيون يؤمنون بهذا الرأي. أما غير الوثنيين والأمم المتمدينة فينكرونه ولا يعترفون به

ما الذي بعث في نفسك هذه الجرأة؟!‏

‫- ‏ذلك لأن بقائي هنا موقوت، وسوف أرحل وأفارقكم

فكان استقلالي في الرأي بغيظهم، وكان ذكائي بمثابة تحد لهم .. وطباعي الجادة وشدة حساسيتي تثير كراهيتهم، فلو كنت طائشة حمقاء، أو ضحوكاً خفيفة الظل، أو جميلة الملامح، أو قليلة الاعتداد بكرامتي واستقلال رأيي