الترجمة دي كارثة!!
شايل أجزاء كتيرة جدا -نص الرواية تقريبا-
واختصرها بشكل غريب وغير مفهوم
ماذا كان رأي القرّاء برواية زوربا اليوناني؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
الترجمة دي كارثة!!
شايل أجزاء كتيرة جدا -نص الرواية تقريبا-
واختصرها بشكل غريب وغير مفهوم
انني أقول لنفسي الأن و قد رجح عقلي بعض الشيء: ما هذه الثورة؟ نلقي بأنفسنا على إنسان لم يفعل لنا شيئا و نعضه و نجدع أنفه و نقطع أذنيه و نبقر بطنه. و كل ذلك و نحن نطلب له العون من الله. و بمعنى أخر: إننا نطلب منه هو أيضا أن يجدع أنوفا و آذانا و يبقر بطونا. لكن دمي في ذلك الوقت كما ترى كان يغلي. و ما كان باستطاعتي تفحص المسألة. فللتفكير بشكل عادل و شريف لابد للإنسان من أن يكون هادئا. مسنا. لا أسنان له.
عندما يصبح الإنسان بلا أسنان يسهل عليه أن يقول: من العار أن تعضوا أيها الرفاق. لكن عندما تكون له أسنانه الاثنتان و الثلاثون ... إن الإنسان لحيوان مفترس عندما يكون شابا. نعم أيها الرئيس. حيوان مفترس يأكل البشر.
مثقف و ارستوقراطي هادئ و مفكر. متبحر في الفلسفات الشرقية و يبحر بعيدا جدا لعله يجد نفسه التي يبحث عنها. يتعثر في نقيضه الصاخب الهمجي التلقائي الفيلسوف الشعبي المجدف الرافض لكل القوانين المتمسك بحريته من كل القيود و الذي لا يبحث عن شيء و لا يدعي معرفة شيء.
ماذا أفهم؟ ماذا أقول له؟ فإما أن يكون ما ندعوه إلها غير موجود. و إما أن يكون ما ندعوه جرائم و دناءات ضروريا للنضال و لتحرير العالم.
و حاولت أن أجد تعبيرا أبسط بالنسبة لزوربا:
- كيف تنبت الزهرة و تنمو في السماد الحيواني و الأقذار؟ افترض يا زوربا أن السماد و الأقذار هي الإنسان. و أن الزهرة هي الحرية.
- لكن البذرة؟ كي تنبت الزهرة لابد من بذرة. فمن الذي وضع بذرة كهذه في أحشائنا القذرة؟ و لماذا لا تنتتج هذه البذرة أزهارا في الطيبة و الشرف؟ و لماذا تحتاج إلى الدم و الأقذار؟
شخصية زوربا أشبه بالطفل المندهش دائما المتسائل طوال الوقت المشاكس المتمرد الذي لا ينتظر إجابة سؤاله الأول إلا و هو يطرح مزيدا من الأسئلة دون أن يكلف نفسه عناء التفكير أو حتى انتظار الرد.
و فكرت في نفسي: هذه هي الحرية. أن تهوى شيئا ما. و أن تجمع قطع الذهب. و فجأة. تتغلب على هواك و تلقي بكنزك في الهواء. أن تتحرر من هوى. لتخضع لهوى أخر أكثر نبلا منه. لكن أليس هذا شكلا أخر من أشكال العبودية؟ أن تكرس نفسك لفكرة. لعِرقك. لله؟ أم أن السيد كلما ارتفع مركزه تطاول حبل العبودية؟ و قد يمكنه عندئذ أن يلعب و يلهو في حلبة أوسع ثم يموت دون أن يصادف الحبل. أهذا إذن ما نسميه بالحرية؟
و مع ذلك فزوربا لديه إجابة لكل سؤال و سؤال لكل إجابة في حلقة مفرغة و عبثية لا تنتهي أبدا.
إن زوربا يرى يوميا كل الأشياء للمرة الأولى. انه يتساءل بالذهول نفسه أمام رجل. أو شجرة مزهرة. أو قدح من الماء البارد.
كنا جالسين البارحة أمام الكوخ. و بعد أن شرب كأسا من الخمر. التفت نحوي مذعورا.
ما هذا الماء الأحمر أيها الرئيس؟ قل لي! جذع شجرة عجوز ينبت أغصانا. و ثمة أنواع من الزخارف الحامضية المتدلية. و يمضي الوقت و تنضجها الشمس. فتصبح حلوة كالعسل و عندها تسمى عنبا. و تداس بالأقدام. و يستخرج منها العصير الذي يوضع في البراميل. و يتخمر من تلقاء نفسه. و يفتح في عيد القديس جورج السكير. فإذا هو خمر! ما هذه المعجزة؟ و تشرب هذا العصير الأحمر. فإذا بروحك تعظم و لا تعود تستطيع البقاء في الجسد العجوز..... ما هذا أيها الرئيس؟ قل لي!
يؤمن تماما بأنه لا يؤمن و من هنا كانت ثقته باللاشيء أعظم من ثقته بكل شيء.
كلا. لا أؤمن بشيء. كم مرة يجب أن أقول لك ذلك؟ إنني لا أؤمن بشيء. و لا بأي شخص أخر. بل بزوربا وحده. ليس لأن زوربا أفضل من الأخرين. ليس ذلك مطلقا. مطلقا! إنه بهيمة هو الأخر. لكنني أؤمن بزوربا لأنه الوحيد الذي يقع تحت سلطتي. الوحيد الذي أعرفه. و كل الأخرين إنما هم أشباح. إنني أرى بعينيه. و أسمع بأذنيه و أهضم بأمعائه. و كل الأخرين-أقول لك- أشباح. عندما أموت أنا. فكل شيء يموت. إن كل العالم الزوربي سينهار دفعة واحدة.
رغم كل ما سبق فإن الفلسفة الزوربية لا تستبعد وجود الله في صفة الرحمة أبدا و لعلها ما تبقى لديه من مخزون إيمانه القديم.
و بلمحة بصر. يمسح بالإسفنجة كل خطاياها. و يقول لها: هيا عني. اغربي إلى الفردوس. يا بطرس. أدخل أيضا هذه الفتاة المسكينة.
لأن الله أيها الرئيس. يجب أن تعلم ذلك. سيد كبير. و النبل هو أن تغفر.
شخصية كتلك لا ينبغي لها أن تعرف الخوف و قد هزمت في خيالها كل ما من شأنه أن يرهبها أو ينغص حياتها أو يحول بينها و بين حريتها إلا أن هذه الشخصية تعي تماما أنه لابد من الخوف من شيء ما.
و بالمناسبة أيها الرئيس فإنني سأقول لك شيئا يخيفني – الوحيد الذي يخيفني – و لا يترك لي راحة لا ليلا و لا نهارا. انني أخاف الشيخوخة. أيها الرئيس. فلتلقنا السماء منها. إن الموت لا شيء. مجرد بف! و تنطفئ الشمعة. لكن الشيخوخة عار.
زو بكل هذا التناقض يبرز زوربا حقيقة الإنسان الذي لا يكف عن التقلب بين الخير و الشر و يسعى في الأرض بملاكه و شيطانه داخل عبوة واحدة تنثر ريحها أينما كانت بالصالح أو بالطالح.
أنا أيضا أيها الرئيس فيّ .. شيطان. و انني لأدعوه زوربا. ان زوربا الذي في داخلي لا يريد أن يشيخ. و هو لم يشخ و لن يشيخ أبدا. انه غول شعره أسود كالغراب. و له اثنتان و ثلاثون سنا. و قرنفلة حمراء وراء أذنه. لكن زوربا الذي في الخارج قد شاخ. الشيطان المسكين. و نبت له شعر أبيض. و امتلأ جلده غضونا و تقلص. و أخذت أسنانه تسقط. و وخط رأسه الكبير شيب الشيخوخة الأبيض. و امتلأ بشعر الحمار الطويل.
فكرته عن الجنة هي فكرة رمزية لما يرتاح به فؤادك و ان كان بسيطا كل البساطة و ان تحقق على الأرض أو في السماء فلا فرق عنده طالما المحصلة سعيدة في النهاية.
إن لكل فردوسه الخاص. ان فردوسك سيكون محشوا بالكتب و دمجانات الحبر الكبيرة. و بالنسبة لإنسان أخر سيكون محشوا ببراميل الخمر و الروم و الكونياك. و بالنسبة لآخر بأنضاد الجنيهات الإسترلينية. أما فردوسي أنا فهو هذا. غرفة صغيرة عبقة فيها أثواب زاهية. و صابون. و سرير عريض ذو نوابض. و إلى جانبي امرأة.
و بتقبله للملاك و الشيطان فهو يتصور أن الله الرحيم لابد له من تقبلهما أيضا و إن بدا لنا غير ذلك.
حسنا يا زوربا حسنا إن الله لا يسألك ماذا أكلت. بل ماذا فعلت.
حسنا. و أنا أقول لك انه لا يسأل أبدا. قد تقول لي: و كيف تعرف ذلك أيها الجاهل زوربا؟ إنني أعرفه. إنني متأكد. لأنه لو كان لدي أنا إبنان. أحدهما عاقل رصين مقتصد تقي. و الأخر خبيث شره زير نساء خارج على القانون. لقبلت بهما كليهما على مائدتي. بالتأكيد. لكنني لست أدري لماذا أفضل الثاني! لعل ذلك لأنه سيكون أشبه بي؟ لكن من قال لك أنني لا أشبه الله الرحيم أكثر من الكاهن اسطفان الذي يمضي أيامه و لياليه في الركوع و جمع القروش؟
أما اللحظة الحاسمة التي لا يستطيع أن يتجنبها و لا تستوعب روحه وجودها دون أن يهتز من الأعماق فهي لحظة الفقد.
و بعد لحظة قرر أن يتكلم و قال بصوت رصين منفعل رن في الليل الدافئ:
هل يمكنك أن تقول لي أيها الرئيس. ماذا تعني هذه الأشياء كلها؟ من الذي صنعها؟ و لماذا صنعها؟ و على الأخص (و ارتجف صوت زوربا غضبا و خوفا) لماذا نموت؟
في النهاية استطاع كازانتزاكس أن يضع توليفته المخلوطة جيدا و التي صاغها من المنتج الإنساني عالي الجودة الذي حوى كل المقادير فوعى منها ما وعى و ما زال في سبيله لاستكشاف ما غمض من نفسه و مما حوله من الأشياء.
لكن التمرد إذن قفزة الإنسان الدونكيشوتية لقهر الضرورة. لإخضاع القانون الخارجي لقانون روحه الداخلي. لنفي كل ما هو كائن. و لخلق عالم جديد أفضل و أكثر نقاء و أخلاقية. لخلقه حسب قوانين قلبه. التي هي نقيض قوانين الطبيعة غير الإنسانية.
السابق | 1 | التالي |