ولدت من جديد منذ عدة سنوات.
كنت قد انقطعت عن القراءة تقريبا منذ التخرج فالعمل فالزواج و مشاغل الحياة و السفر و الربيع العربي بأخباره و همومه و مشاكله و انتكاساته و مذابحه ثم فجأة زهدت كل تلك الحياة و أحسست أن شيئا ما ينقصني. الروح لم تشبعها نشرات الأخبار و صفحات التواصل الاجتماعي و برامج التوك شو.
عدت قديما بالذاكرة لمرحلة كان فيها الكتاب صديقي و رائحة الورق إدماني و السطور غايتي و مرساي و قررت في هذه المرة ألا تكون هناك حدود للمعرفة و لا قواعد للقراءة. سأقرأ كل شيء و في كل شيء و لأبدأ بما رفضته من قبل.
أزعم أن عقلي تفتح عن ذي قبل بدرجة أنا راض عنها بصورة كبيرة و قرأت من الكتب المفيدة ما لم أكن لأعرف عنه شيئا و لو طال العمر و كان هذا الموقع الرائع الذي تعرفت به على أصدقاء لم أكن أتخيل وجودهم إلا في عالم مثالي من صنع القاريء وحده و صار لي فيه أخوة كثر و أخوات لم تلدهن أمي و لكن لكل شيء ضريبته.
أسرتني القراءة فصارت شاغلي الأول بعد عائلتي و التهمت كل وقت فراغي بأكمله و من ثم ازداد وزني في تلك السنوات الأربعة بمقدار أربعة و عشرين كيلو جراما و فشلت كل محاولات زحزحتي من مكاني لأمارس أي رياضة بعيدا عن الكتاب.
ما علاقة كل ذلك بشكسبير و مسرحيته؟ و لماذا أصدعكم يا أصدقائي بمشاكلي و حياتي و ذكرياتي؟
هنا بيت القصيد. فهذا هو الكتاب الصوتي رقم عشرة خلال ابريل-2018
ماذا يعني ذلك؟
يعني أنني أقرأ بأذني لأول مرة في حياتي. أقرأ أثناء المشي كمن يمشي أثناء النوم و كأن القراءة حلم جميل يتحقق بدون مجهود يذكر مع الرياضة و بدون أن يأخذ أي منهما الوقت من الأخر فأحيانا أمشي أكثر لأنتهي من جزء معين من الكتاب فأنسى التعب و أحرق المزيد من الدهون التي راكمتها الكتب و الكسل.
خسرت سبعة كيلوجرامات خلال شهر إبريل/نيسان و أتعشم في فقدان المزيد خلال الشهور القادمة بترشيحاتكم و اختياراتكم السحرية التي تفتح لي دائما عوالم من البهجة و المعرفة.
أشكر عائلتي التي تتيح لي الوقت لممارسة عاداتي الشخصية المزعجة و تتحمل في ذلك كل مجهود و تذلل كل الصعاب كما أشكر أيضا صديقة القراءة الأخت العزيزة إسراء التي أوحت لي بقراءة الكتب المسموعة فساهمت دون أن تدري في تلك النتيجة و كانت سببا في حل المشكلة و الشكر موصول لكم أيها الأصدقاء لمن وصل إلى هذا السطر أو لم يصل فلكم مني جزيل الشكر و خالص الأمنيات بعالم مليء بالصحة و البهجة و المعرفة.
ربما أكتب عن المسرحية في القريب العاجل إن كان في العمر بقية و هي أشهر من أن أضيف شيئا إليكم عنها