اقتباسات من رواية احكي يا دنيا زاد - الجزء 1

نجمتين متجاورتين مثل عيني إنسان، ويقول لها إن هاتين النجمتين تعرفان كل ساكني الصحراء، سيتبعهما، وستقودانه إليها، تهزَّ رأسها غير مُصدقة حديثه عن قدرة النجمات على تتبع أبناء الصحراء، فتتسع ابتسامته ويقول مؤكدًا:

‫ «سأعثر عليكِ يا حافية القدمين».

تلتقي بطل الحكاية..

‫ يعطيها حصانه كي تعود إلى قبيلتها، وعندما تسأله كيف أرد لكَ حصانكَ؟ يشير صوب السماء، يتخيَّر نجمتين متجاورتين .يقول لها إن هاتين النجمتين تعرفان كل من في الصحراء

«الفراشيح» التي يحبها الصغير والكبير؛ نوع من الخبز يفرشونه في قاع الإناء وفوقه الرز الأبيض ثم قطع اللحم ‫ الأجواء العامرة بالضحك وأطايب الحديث بدا وكأن الطبيعة من حولهم تُشاركهم فيها، حتى النجوم في عليائها باتت شديدة اللمعان، بعضها يضيء ويخفت وكأنها تؤدي رقصة خاصة بها.

لا يُمكن تأسيس حياة ناجحة على اختيارات الهرب

❞ نحن ننضج بأشد الطرق قسوة، نحن ننضج بالصفعات ❝

«دراكيولا» لم يمت؛ غيَّر شكله ثم عاد للعيش بيننا ‫ ضحكتْ «شفق» ظنًّا أن الخالة تمزح، لكن أمارات الجدية فوق وجه الخالة بددتْ ابتسامتها سريعًا، بينما الخالة تردف: ‫ - لكنه لم يعد يتغذَّى على الدماء، بل على الطاقات ‫

أن البصيرة هي الحاسة الأصيلة‏

‫مَن حازها مَلَك ومن فقدها هلَك!‏

‫عينه ترى ولا يرى‏

‫أذنه تسمع ولا يفطن‏

‫يفتح فمه للبوحِ‏

‫فيتساقط هزيل الحرفِ‏

‫يمنح يده للسلامِ ‏

‫فتَحيد به عن المَرامِ‏

‫

ولأن الخوف حين يأخذ بتلابيب العقل يشتته، ويحيد به عن المنطق،

كل يوم جديد هو فرصة مثالية لتصحيح المسار.

القطار الذي يسير في اتجاه خاطئ، ما زال بإمكانه أن يتوقف، ويرجع للوراء ليُصحح مساره، لم ينتهِ الطريق بعد.

فالأسود لون حنون؛ يحتضن بداخله كل الألوان.

أتذكر حكاية البدوية التي تاهت عند جبل موسى؟ كنت تحبها كثيرًا، كنتَ ترى نفسكَ بطل الحكاية الذي أنقذها من قُطَّاع طُرق اعترضوا قافلتها، سرقوا متاعها، وقتلوا كل من فيها، تهرب الفتاة منهم وتركض بعيدًا حتى تصل إلى الجبل مُتعبة،

تدعو الأم لابنتها الصالحة «لا أراكِ الله مصير «عين»» ‫ وتدعو الأم على ابنتها العاقَّة «ابتلاكِ الله ببلاء «عين»» ‫ الفتيات يتزوجن ويُرزقن بالأطفال، يكبرن ويشخن في كنف زوج وعائلة، وتبقى هي وحيدة مثل شجرة البرتقال التي يبسَتْ في حديقة أبيها.

«غراب» شهم أصيل، يساعد صغيرنا قبل كبيرنا، عملنا معه لأشهر طويلة فما رأينا منه شرًّا قط.

‫ - أتذكرون حين سدد دين أحد زملائنا الغارمين؟

‫ - والله رأيته ذات يوم يُنظِّف المسجد بعد صلاة الفجر.

نفس مطمئنة مؤمنة تحثكِ على فعل الخيرات، ونفس أمارة بالسوء تدفعكِ صوب المُنكرات، أما الثالثة فما أجملها! نفس لوَّامة، توقظ ضميرك ِمن الغفلة، وتضربكِ بعصا الندم، تُبكيكِ ذنبكِ، لذلك قلتُ لكِ إن البكاء طهارة للقلب، وهي علامة أن هذا القلب مازال حيا.

الحلفُ بالله كذبًا يمين غموس، سُمي كذلك لأن صاحبه يُغمَس في نار جهنم عقابًا له ‫ اضطرب «طحنون» في جلسته، فرمقه «جبار» شَزْرًا، ثبت الرجل في مكانه وهو يُطرق برأسه أرضًا في وَجَل، يسمع الوعيد الذي أعدَّه الله لمن يُقسم به كذبًا ، يرق قلبه حينًا ويقسو أحايين أخرى.

نحن أضعف من ورقة هشة في مهب الريح، نحن مثل نبات اللبلاب الذي أزرعه في شُرفتي، كلما مرَّ عليه الوقت احتاج إلى دُعامة يتكئ عليها، بدون هذه الدعامة سيمضي حياته زحفًا على الأرض ‫ - دعامة؟! ‫ - نعم دعامة، شخص حكيم يرشدك ببصيرته.

الحب مراحل يا بنتي، ولا يتكون إلا بعد معرفة حقيقية بين رجل وامرأة، هل رأيتِ امرأة تلد جنينها في شهر أو شهرين؟ إن ولدته قبل تمام تكوينه لا يُسمَّى طفلًا، بل سَقْطًا، «سَقْط الحب»! ‫ بدا للجملة وقع عجيب حفَّز عقلها.

هناك غمامة على عيني يا خالة، لا أرى شيئًا مما حولي بشكل صحيح، لم أكن هكذا في السابق، لكن… ‫ قاطعتها الخالة بحِكمة العارف: ‫ - لكن الإنسان يتغير يا بنتي، من مَنَّا بقي على حاله؟ نحن ننضج بأشد الطرق قسوة، نحن ننضج بالصفعات.

الحب هو الرحم الوحيد الذي يلد قلبين‏

‫في الشعورِ مُتطابقين!‏

‫دون فِتنة.. أو قيد.. أو إغراء‏

‫وما دُون ذلك هو الهُراء!

‫-