ما كانت تعرفه ميزي
تأليف
هنري جيمس
(تأليف)
نظمي لوقا
(ترجمة)
إن فن هنري جيمس القصصي لا يستمد تقاليده وموضوعاته من مدرسة "ديكنز" أو "ثكرى" التي تعني بوصف الناس وما يجري في حياتهم اليومية. وما أبعد الشبه بينه وبين أدباء من طراز "ديماس" أو "ولترسكوت". فهو في قصصه لا يعني بما يسميه البعض "حبكة" تتعقد فيها الأحداث، بل همه متجه إلى تحليل ما يجري في داخل أبطاله من أزمات ومراجعة وصراع وشكوك. فهو تحليلي في المنهج الذي يتبعه في رسم شخوصه، معني بما ينطوون عليه قبل عنايته بما ينبرون له أو يتعرضون له من الأحداث. فعالم السريرة والوجدان هو عالمه المخصوص بالعناية والاهتمام.
وقصته " ما كانت تعرفه ميزي" من النماذج البارزة للمستوى الرفيع الذي ارتقى إليه ذلك الأديب القاص الممتاز. وتحتل على صغر حجمها النسبي موضعًا مرموقًا بين غرره اللوامع، من قبيل "صورة سيدة" و "جناحي اليمامة" و "الوعاء الذهبي".