اسم الرواية: حذاء فادي
الكاتب: يوسف الدموكي
نوع الرواية: تاريخية/ وطنية (فلسطينية)
ملخص الرواية: هنا فلسطين.. هنا يعيش الطفل فادي مع والديه في حي هادئ، محاطًا بجيران طيبين، يتبادلون معهم الود والضحك والحياة البسيطة في شكلها الغنية بتفاصيلها الجميلة، لا ينغص حياتهم سوى هذا المحتل البغيض الذي يقرر فجأة إخلاء الحي بالقوة، وإخراج الفلسطينيين من أرضهم وديارهم، ليستولي عليها المستوطنون، هنا يهب والد فادي رافضًا مغادرة بيته وأرضه، فما كان المحتلين إلا أن أعدموه أمام زوجته وطفله فادي، لتكون تلك المأساة هي البداية لميلاد المقاوم فادي.
اقتباسات من الرواية:
❞ كل الذين حرروا بلادهم يومًا لم يخرجوا مقاوِمين فجأة، ولم تكن معركة واحدة، وإنما انتصارات صغيرة، وكثيرة، تقودُ إلى تحرير كبير. آخر رصاصة بعد رحيلِ آخرِ جندي بدايتها كانت حجرًا أُلقِيَ تجاه أول جندي وَطِئ البلاد❝
❞«آخر النفق باتَ قريبًا»
«وماذا يوجد في آخر النفق؟»
«الضوء يا فادي»❝
❞من أين أتى هذا العدد؟ من ولد جميع هؤلاء؟ ألم يقتلوا كثيرين من أهل الحي؟ ثم بعدما نجا البقية ألم يقتلوهم في المخيم؟ ألم يقتلوا الأجنة في أرحام النساء؟ يتردَّدُ صوت في أذني بقوة، هذه المرة كان صوتي أنا قادمًا: من يستطيع قتل كل الأطفال؟ اعدادهم اكبر من اعداد الطلقات، ولو كانت أعداد الطلقات تكفيهم حتى، فإن القاتل حين يفرغ خزنته تمامًا، ويصوب اخر طلقة في صدر اخر طفل، ويضحك ما يظنها في قرارة نفسه ضحكة المنتصر، سيفاجأ بصوت يذبح نشوته ويقطع غروره، يقول "واء واء" إنه مولود جديد❝
❞نرميهم بشرر، ونرجمهم بالحجارة كأننا نؤدي رمي الجمرات، لكن على حدود القدس وليس مكة، وما القدس عند الله إلا كمكة، نقول: لبيك اللهم لبيك، الله أكبر، وندع المِقلاعَ يقول كلمته، يمطرونَنا بالغاز والرصاص، ونمطرهم بحجارة من سجيل❝
❞في كل أسبوع منذ فتحنا عيوننا على الدنيا تفوتنا الجمعة في الأقصى، وفي غير الأقصى، نصطف ونصلي مكاننا، لكن لا تفوتنا محاولات العبور لم يصل أحد من أهل الحيِّ ولا البلدة هناك منذ سنواتٍ لا يذكرون عددها، ولا من المخيمات والبلدات المجاورة، لكنهم طوال هذه السنوات كانوا يحاولون. مات بعضهم وهو يحاول، وعاش البعض الآخر وهو يحاول، ونحن لم نرث منهم الوصول بقدر ما ورثنا منهم المحاولة❝
❞«من يسرق اليوم حذاءك يسرق غدًا أرضك»
«وما علاقة الحذاء بالأرض؟»
قال: «أنك تملك كليهما!» ❝
"عُمر أحدث أشجارنا أطول منك، وعمر أصغر شجرة زيتون في الحي أطول من عمر أكذوبتك التي لن تدوم"
"إن الذي جعل هذه البلاد تقاوم حتى اليوم أن فيها قومًا لا يرون إلا ما يريدون؛ يعرفون أن الأقصى على بعد أميال فيخرجون إليه كل جمعة، يقف أمامهم الجنود فلا يرونهم إلا حين يشعرون بوخزات الرصاص في أجسادهم، وحينها يميلون نحو الأرض التي خُلقوا منها، يلتقطون حجرًا يقذفونه، ليكملوا طريقهم، كمن يهش كلبًا يسد عرض الشارع. ويعرفون أن الأرض لهم، فيقفون عليها كالأشجار، يغرسون فيها أقدامَهم كالجذور، ويفردون أجسامهم كالجذوع، ويفتحون أذرعهم كالفروع، ولا يرون من يحاول اقتلاعهم إلا حين يحسون بسِن الجرافة في أصابعهم، يهرشون في أقدامهم، يحكّون أصابعهم في الأرض، فيزدادون صلابة، لينكسر سلَاح الجرافة، ولا ينكسرون"
❞وأقول في نفسي: لم لا نفرح؟ أليس الحزن الدائم هو ما يريدونه؟ سننسى تراث الفرح إن بقينا لا نستعمله، فلنعتبره حتى إحياءً لماضينا إن لم نسلّم بأنه سنة الحياة في الحاضر والمستقبل وكل زمان❝
❞ونحن صور الحاضر التي لا يحاصرها برواز، وحقائق المستقبل التي لا تحترق، ونحن تلك الصور الحية التي تجري أمامَهم ليلَ نهار ومهما بدا مواليدُ اليوم صِغَارًا بجوار الحواجز، ضئيلين بين العربات المُصَفَّحة، يرونهم عمالقةً؛ ولذلك ستجدهم لا ينظرون إلينا ف الأسفل أبدًا، وإنما يحاولون النظر للأعلى ليرونا، وأمامهم دروعهم لأنهم يخشوننا، ولا يعرفون كيف يتخلصون من لعنة الحياة التي تتجدَّدُ على أيديهم❝
"إن الطريقة الوحيدة لتبقى حُرًّا هي ألَّا تَرى إلا ما تريده، حتى يصيرَ ما أردتَّه هو المرئي"
#فاطمة_محسن