كيف كتبها شكسبير قبل أربعة قرون؟!
من أين أتى بتلك الحبكة الدرامية و هذا الحوار و النضج الفني للعمل المسرحي؟!
عمل فني ممتع اقتُبست منه مئات الأعمال بعد ذلك و لا أبالغ إن قلت آلاف الأعمال الفنية من مقطوعات موسيقية إلى لوحات و أغاني و أفلام و مسرحيات و أعمال تلفزيونية و غيرها.
عطيل ذلك البطل الساذج العاشق لديزدمونه أو ديدمونه سليلة الحسب و النسب و هو المغربي أسود البشرة إلا أن بطولاته شفعت له ليكون قائد البندقية و فارسها و المدافع عنها ضد العثمانيين.
يحقد عليه حامل رايته إياجو لاختياره كاسيو نائبا له بينما يرى نفسه أحق و أجدر فيرتب حيله شيطانية ليزرع بذور الشك في قلب عطيل نحو حبيبته و نائبه و يقنعه بخيانتهما له و تنتهي المسرحية بأن يخنقها بيديه على فراش الزوجية ثم يتبين له براءتها فيقتل نفسه أيضا.
".... رجل لم يعقل في حبه. بل أسرف فيه.... رجل رمى بيده (كهندي غبي جاهل) لؤلؤة. أثمن من عشيرته كلها. رجل إذا انفعل درت عينه. وإن لم يكن الذرف من دأبها. دموعاً غزيرة كما تدر أشجار العرب صمغها الشافي.."
البطل من وجهة نظري ليس عطيل و لا ديدمونة و إنما إياجو الذي نسج كل بذور الشر و سخر جميع الشخصيات في المسرحية ببراعة تامة و عقلية جبارة لخدمة غرضه النهائي سواء علم منهم من علم و جهل من جهل.
استمعت للمسرحية من كنوز إذاعة البرنامج الثاني – مصر على يوتيوب.