اقتباسات من رواية روائح ديهيا

— السعداء عندنَا مثل السياسيِّين لا يختارونَ الكتابة إلاَّ نادرًا، وحينَ يفعلون فإنَّما ليكتبوا أشياء رديئة! الكتابة طريقتنَا الأكثر ألمًا لنسحبَ من قلوبنَا مسامير دقَّهَا من نحبُّهم ومضوا غيرَ آبهين. في كلّ ما كتبتُ، كنتُ أبحثُ عن عزاءٍ خاصّ.‏

هناكَ أشخاصٌ يومضون في سماءِ حياتكَ كنيزكٍ لكنَّهم يحترقونَ بسرعة، وآخرون تحملهم معك في حضورهم وغيابهم

لا أعتقدُ أنَّنَا نشفى من الحبِّ الكبير، ننوِّمهُ بالعلاقات العابرة، بالزواج والغربة، لكنَّهُ يظلُّ حيًّا فينا، جامحًا كقلبِ مراهقة.‏

قلوبنَا مثلَ أجسادنَا تبني لنفسها امتدادات وهميَّة بدل أن تذعن إلى النقص،

قلتُ لها تعريضًا، ونحنُ عائدَان مرورًا بأطلال المعمل، بأنَّ مقاومتي للجمال أصبحت ضعيفةً جدًّا، كانَ الحديثُ عن فتنة القرية لكنَّني كنتُ أقصدهَا، أنا الواقفُ على رصيف القيامة كنتُ أُكابد بصبرٍ واهٍ تمرَّد قلبي عليَّ تطلَّعتْ إليّ بلؤمٍ، ثم قالت بأنَّهُ لاينبغي أن تقاوم فالمقاومة ضجيج والاستسلام موسيقي

نحنُ في الأخير نستلُّ برواياتنا المساميرِ التي سبقَ ودقَّها الزمن والآخرونَ في قلوبنَا ومضوا غير آبهين بأنَّنا ننزفُ في صمتٍ.. الكتابة هي الطريقة الأكثر مأساويَّة لنستوقف نزف القلب.‏

الوطن يجلدك، سماسرة السياسة، تجار الدين..يفعلون، والشعب ما عاد يتوجع لآلامه بل يعانقها ببلاهة ويحسبها تطهيرا.

رواية روائح ديهيا