حكايات من الجيب الأول
نبذة عن الرواية
تلك القصص، الحكايات، التي يضمها هذا الكتاب ابنة السمر، ليست حكايات أسطورية ولا شعبية، لكنها مكتوبة بروح الحكاية الشعبية، روح الحكي في حفلات السمر، في المقاهى والبيوت والحقول قديمًا، عندما كان البشر يتسامرون. وتدور أغلب أحداثها في مدينة براغ في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وفي القري والضواحي القريبة منها.يجتمع عدد من الأصدقاء، بينهم : قاضي ومحامي وكاتب وآخرون من شخصيات المجتمع، ليقصوا على بعضهم عددًا من الحكايات الطريفة التي حدثت لهم أوسمعوا عنها أو حكموا فيها في قضايا أمام المحاكم. وأغلب هذه القصص تدور عن لصوص ومحتالين ومواطنين من المجتمع البرجوازي التشيكي وبعض الأشقياء والمحتالين وأبناء الريف، وتتسم قصص المجموعة بالطرافة والكوميديا أحيانًا، وأغلبها يتخذ شكل القصص التشويقية البوليسية، وقصص التحري عن الجرائم. تدور في بيوت وشوارع المدينة براغ وضواحيها ومكاتب البريد والمحاكم، وتصف جانبًا من حياة البشر في التشيك في تلك الفترة، وهي حكايات واقعية تزدحم بالتفاصيل الحياتية لأنماط اجتماعية متعددة. وتوضح الفروقات الثقافية والاجتماعية بين الطبقات. ورغم أنها تتخذ شكل قصص التحري وكشف الجرائم، إلا أنها من خلال ذلك تكشف عن ملامح المجتمع التشيكي وطبقاته والقيم والأعراف والقوانين التي تحكمه في تلك الفترة من الزمن. تعتمد الحبكة على قانون الصدفة غالبًا، عندما يقع أحد المحتالين أو الشخصيات العادية في مأزق أويرتكب جرمًا ثم تُكتشف الحقيقة صدفة، من خلال تفاصيل صغيرة، مثل: خطاب قديم، ملابس المجرم، حذاء الضحية، ثرثرة سكران، تذكرة قطار. ويحاول من يقدم الحكاية استنباط أحكام قانونية أوفهم ما حدث من خلال تلك الحكايات المتتالية. برع كارل تشابك في نسج حكاياته وبناءها على بساطة القص: خذ وهات، في نسيج أشبه بحكايات ألف ليلة وليلة، حكاية تلد حكاية أخرى ببساطة مذهلة، كما أفاد من روح الحوار الشعبي ودقة التصوير، ليقدم لنا تجربة ناجحة، تتبنى الضروري والهام لتقدم لنا قصصًا معاصرة، تستجلي روح البشر، وتصاحب هفواتهم ونزواتهم وحماقاتهم المثيرة والمدهشة. وأبطال الحكايات: لصوص، خدم، بسطاء وحمقى، تافهون ومهووسون، يتحايلون ليجدوا لهم مكانة أو يحصلون على المال، أو يعشقون سرًا، مثل: كلارا الخادمة البلهاء التي تُفتن بزهور الأقحوان، لص الصناديق الحديدية للجمعيات الخيرية، الزوجة الخائنة، الطبيب الفاسق، المحتال الأنيق، الصحفي النشط المغرم باكتشاف لصوص المدينة في الشوارع ليلاً، موظف البريد الساذج والعاشق أيضًا، وشخصيات أخرى. لكل منهم حكاية، من خلالها نتعرف على مجتمع بأكمله، قيمه وثوابته وحماقاته، العادات والتقاليد التي تُشكله، وكذلك الأوهام والسخافات التي تحكمه. من حكايات الجيب الأول: انتظر إذًا. حين توجهتُ إلى هناك، ظهر أمامي شخص ما. أخبرني، أليس أمرًا عاديًا أن يمشي أي إنسان في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في شارع دلاجدينا؟ لا يوجد في هذا ما يُثير الشك. أنا في واقع الأمر لم أفكر بأي شيء ولكني توقفتُ حينها تحت ضوء فانوس الشارع وأشعلت لفافة مصرية. تعرفون، إننا نفعل ذلك حين نريد في الليل ملاحقةأحدهم. ماذا تظنون، هل كانت صدفة، أم عادة، أم... أم إنذارًا من اللاشعور. لا أعرف. قال السيد داستيخ. أنا أيضًا لا أعرف. صرخ د.ميزليك غاضبًا، وأضاف: عليه اللعنة! إذًا أُشعل لفافتي وأنا تحت ذلك الفانوس، وهذا الرجل يسير بمحاذاتي، وأنا حتى لم أنظر إلى أنفه، ولكني أنظرُ على الأرض. حين تخطاني ذلك الرجل، بدأ (الفار يلعب في عبي). اللعنة، قلت لنفسي، هنا يحدث شيء غير طبيعي، ولكن ما هو في الحقيقة؟ إنني حتى لم ألتفت لسيادته. بقيتُ واقفًا في المطر تحت ذلك الفانوس وجعلتُ أفكر؛ وفجأة خطر ببالي : الحذاء ! هذا الرجل يوجد على حذائه شيء غريب، وأنا حضرتكم من لا شيء أقول بصوت مرتفع : الرماد. أي رماد؟ سأل السيد داستيخ. نعم الرماد. تذكرتُ في تلك اللحظة بأن ذلك الرجل كان على حذائه رماد بين ظهر الحذاء ونعله.كارل تشابك:روائي ومسرحي تشيكي(1890-1938). كتب في الأدب والسياسة والفن والفلسفة. من أعماله: مسرحية إنسان روسوم الآلي 1921، وأشهر رواياته حرب السمندل، صدرت ترجمة لروايته كراكاتيت عن الكتب خان سنة 2018 .غياث الموصلي: ولد في حمص - سوريا، درس الطب في تشيكوسلوفاكيا، حائز على جائزة (ب.أو.هفيزدوسلاف) للترجمة من السلوفاكية إلى العربية في عام 2015، ترجم العديد من الأعمال الروائية، منها حرب السمندل وكراكاتيت لـ كارل تشابك، كنا خمسة، مندريني.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 296 صفحة
- [ردمك 13] 9789778031294
- الكتب خان
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
33 مشاركة