اقتباسات من كتاب 1919 حكايات الثورة والثوار

وفي تمثال الإسكندرية سجَّل مختار في واحدة من الجداريتيْن ما حدث يوم ١٣ نوفمبر سنة ١٩١٨؛ إنه يوم يحمل ذكرى مناسبة وطنية من أهم المناسبات في تاريخنا الحديث، إنها ذكرى ذلك اليوم الذي عرفه المصريون لسنوات باسم عيد الجهاد الوطني،

الاستقلال، بل بلغ الصلف البريطاني حدَّ رفض السماح بسفر رئيس الوزراء إلى خارج البلاد، واستمرت الأحكام العرفية والرقابة على الصحف وحجب الأخبار ومنع الاجتماعات العامة؛ ومن هنا كانت البداية.

ديسمبر ١٩١٤ أعلنت بريطانيا الحماية على مصر، وأنهت علاقتها بالدولة العثمانية، وعزلت الخديو عباس حلمي الثاني، وحولت مصر إلى سلطنة، وعينت حسين كامل سلطانًا على البلاد تحت الحماية البريطانية، وأعادت علم مصر في زمن الخديو إسماعيل علمًا للبلاد؛ العلم الأحمر

الأمة قد ثبت بدوره أسس القومية المصرية، وألقى بذور الاستقلال عن كل من تركيا وبريطانيا، وبمعنى آخر أنه بينما كان عمل الحزب الوطني قائمًا على هدم الاحتلال، كان عمل حزب الأمة قائمًا على بناء أسس مصر الحديثة المستقلة، وواضح أن

السنوات التي أعقبت الوفاق الودي تحول التياران الرئيسان في الحركة الوطنية المصرية إلى حزبيْن: حزب الأمة والحزب الوطني، وكان للحزبيْن الفضل في تمهيد الأرض للثورة، فكما يقول المؤرخ الراحل الدكتور عبد العظيم رمضان في كتابه المهم «تطور الحركة الوطنية في

كانت مصر عشية الاحتلال الإنجليزي ولاية تركية لا تتمتع فحسب بحكم ذاتي تامّ طبقًا لوضعها السياسي الذي تحدد بموجب معاهدة لندن سنة ١٨٤٠، ولكن أيضًا باستقلال ذاتي خارجي بموجب فرمانات أعلنت بعد ذلك إن مصر لم تتخلَّ قط عن حقوقها