اقتباسات من رواية رق الحبيب

تتعامل مع إحباطك كحصاة صغيرة في حذائك، تضايقك؛ فتتعامل معها دون أن تتوقف عن المشي حتى تستقر داخل حذائك في ركن يُحيِّدها فلا تعيقك ولا تمنعك من حيوية المسير.

لم تعد تحب السفر. لم تعد تريد الذهاب إلى أي مكان غير الأماكن القريبة التي يتنفس فيها إيقاعك بارتياح. أماكن عامة ذات إطلالات فسيحة تذهب إليها مجهولا وحدك حيث تستشعر بأن الزحام حولك لا أحد. تأتنس بوجود الأحياء والحياة من حولك دون اختراق لخصوصيتك. تلتقي عددا قليلا جدًّا من الأصدقاء وتهاتف عددا قليلا من المعارف.أما أسرتك وبيتك فهما سكنك وسكينتك وركنك المكين. يسمون هذه عزلة، ❝

وكانت الأم تحتج على رفع الحدود هذا، وتقول ساخطة: «الدلال الزايد يتلف»، ويرد عليها الأب: «عمر الحنان ما أتلف مخلوقًا».

كلثومية تُسعِّر وحشة الفقد والنوى فتثير جنونا للحظة، وتهدهد بفرح التذكُّر ما فات فيلوح حضورا يرقِّق قسوة الغياب

كان يعد الأيام على مفاصل أصابعه، ويعد دقائقها على إيقاع أنفاسه، وثوانيها على وجيب قلبه؟

معظم المرضى العقليين يحدقون في عيون محادثيهم مباشرة بسهولة وتلقائية. هبة لا يمتلكها كثيرون من «الأصحاء» الذين بالكاد يستطيعون النظر في عيون أطفالهم. الأطفال أيضا ينظرون في عيون محادثيهم؛ حتى يغادروا زمن الطفولة فتبدأ نظراتهم في المراوغة والهروب.

ليس تعاطفا مع جنونه. بل تعاطف مع العقل الذي تعلَّمت وصدَّقت أنه يختبئ خلف كل جنون. لابد أن وراء هذه الأغنية الوحيدة التي يطلقها في عالمه الخارجي عالمًا موازيًا عميق التغلغل في داخله.

«تعدُّد السوية»؛ فهو سويّ وإن صار مختلفا، طالما أن اختلافه لايؤذي أحدا ولا يؤذيه هو نفسه، بل يحفظ عليه ما تبقَّى من نفسه.

«يقينا إن السعادة ليست كما يقولون، تستمر لحظة ولا تُعرف عندما تُمتلَك، إنما عندما تنتهي. الحقيقة أنها تستمر باستمرار الشعور بالحب؛ لأن استمرار الشعور بالحب حتى الموت، أمر جميل».

‫ (من مسرحية جابرييل جارثيا ماركيز الوحيدة

سيكوباتيون كبار ومجانين عظمة ونرجسيون مسمومون لا يكفيهم الافتتان الجنوني بذواتهم، بل يقهرون محيطهم ليتحمل التكلفة الباهظة لهذا الافتتان.

يغتسل بالماء، ومياه الحياة في جسده تغادره

يقينا إن السعادة ليست كما يقولون، تستمر لحظة ولا تُعرف عندما تُمتلَك، إنما عندما تنتهي. الحقيقة أنها تستمر باستمرار الشعور بالحب؛ لأن استمرار الشعور بالحب حتى الموت، أمر جميل

«يقينا إن السعادة ليست كما يقولون، تستمر لحظة ولا تُعرف عندما تُمتلَك، إنما عندما تنتهي. الحقيقة أنها تستمر باستمرار الشعور بالحب؛ لأن استمرار الشعور بالحب حتى الموت، أمر جميل».

هو الذي لم ينعم بالأبوة كان يذوب حنانا على كل طفل يراه. وامتد حنانه لصغار الحيوانات التي يرى فيها فطرة طفولية على نحو ما.

لم يحب الاغتراب أبدًا، أحب لو يعيش ويموت في المكان الذي عرف فيه أول النور، أول الأنفاس، أول مراتع الطفولة، ومراح الصبا، وفورة الشباب أول الحب، أول الآلام، وأبكر السلوى لم تكن بلدته جنة، لكن الاغتراب وفقدها جاءا جحيما بشكل

«عمر الحنان ما أتلف مخلوقًا».

كان مؤمنا بأن لا مجانين في المصحات النفسية؛ فالمجانين الحقيقيون يظلون طلقاء يمارسون شرورهم دون وصم ولا ردع. سيكوباتيون كبار ومجانين عظمة ونرجسيون مسمومون لا يكفيهم الافتتان الجنوني بذواتهم، بل يقهرون محيطهم ليتحمل التكلفة الباهظة لهذا الافتتان.

وكأنه يشدّ الابتسام شدًّا على فم كان يشرع في البكاء.

هي نفس القذارة والغلظة والركاكة التي رأيتها من قبل في معتقلات أخرى، فالقسوة منحطة، وأدواتها لا بد أن تشبهها على ما يبدو؛ إذ تُختزل كل الألوان في لون واحد قوامه القتامة: قتامة صدأ الحديد، وقتامة القذارة

أضحى مؤمنا بأن أي محاولة لتخليص مثل هؤلاء الناس من أوهامهم وهذياناتهم وهلاوسهم، هو إعدام لما تبقى من أرواحهم التي صارت تقتات بفتات هذه الأوهام والهلاوس والهذيانات