حكاية يوسف أدريس

اي عل. ت شو ض ض ض ضضض شو. س

ليست المرة الأولى التي اقرأ فيها للكاتب عمرو العادلي، لذا اصبحت أعرف اسلوبه الذي يتميز بالسهل الممتنع، يمكنه التقاط التفاصيل الصغيرة في الحياة اليومية العادية وصنع منها قصة تخطف ذهنك وتفكيرك.

أجمل ما يميز أسلوب كتابته هو الانغماس في الواقعية، والحديث عن العادات الشعبية والكلمات المصرية الأصيلة، ففي كل القصص تشعر بمصريتها بصورة واضحة، وأجمل ما يقوم به الكاتب هو أنسنة الأشياء أو الجمادات في بعض الأحيان وهو ما أحبه.

المجموعة مقسمة إلى قسمين؛ القسم الأول يحتوي على 8 قصص تتميز بالبساطة والتركيز على التفاصيل والشخصيات فيها، فقد لا تجد حدث مهم ويقلب الأحداث كما يحدث في الكثير من القصص، ولكنك ستجد حياة أبطال يمكنك العيش فيها والشعور بهم.

القسم الثاني يحتوي على ثلاث قصص تختلف عن القسم الأول سواء من حيث حجم القصص نفسها أو من حيث طبيعة احداثها وكيفية كتابتها.

اسم المجموعة حكاية يوسف إدريس توقعت أن يكون اسم قصة داخل المجموعة، وهو ما وجدته بالفعل وكان يحاكي كيف يبحث الكاتب عن فكرة قصة للكتابة، المعضلة الرئيسية التي يتوقف أمامها كل كاتب عند البدء في بناء نص، ولكن الحقيقة أنني وجدت أن اسم المجموعة يمكن أن ينطبق عليها بأكملها وليس كعنوان قصة واحدة منفردة فيه، وذلك لأنني شعرت أن طريقة كتابة عمرو العادلي تحاكي الأساليب البسيطة الواقعية التي كان يكتب بها بالفعل يوسف إدريس، كتابة تأخذك للواقع بسلاسة فتشعر وكأنه يحكي عن أشخاص تعرفهم ومواقف مررت بها، عن حكايات وكلمات جدتي التي كانت ترددها.

*اقتباسات:

-"أشعر عندما أخلد للكتابة أن الدنيا بكل حساباتها المعقدة ترقد في حجري، بين الفقرة والفقرة ألهث وتزداد ضربات قلبي، كما لو عدت لتوي من رحلة فضاء."

-"فالقصة في مراحلها الأولى يتم فيها عمليات معقدة من التشفية؛ عندما تخرج من الأعماق إلى الأوراق تشبه المغناطيس إلى حد كبير، تتعلق بها شوائب كثيرة، ويمكنها في مراحل التشفية أن تصبح قصة أخرى."