"الخوف هو أقدم وأقوى الانفعالات البشرية، وأقدم وأقوى أنواع الخوف هو الخوف من المجهول. هذه حقائق لا يُنكرها إلا قلة من علماء النفس، والاعتراف بها يُثبت بشكل دائم أصالة ومنزلة قصص الرعب الغرائبي كصنف أدبي."
التجربة الثالثة لي مع "لافكرافت"، وهذه المرة مع كتاب مقالات عن أدب الرعب، وأدب ما وراء الطبيعة.
فتحدث "لافكرافت" عبر عدة مقالات عن نشأة أدب الرُعب، وكيفية تكونه، واسهب في الحديث عن فترات زمنية، وبالطبع كُتاب وأعمال لهم كثيرة. وهنا رُبما تكون مشكلتي الأكبر مع الكتاب، فهو يحتاج لشخص مُطلع على أعمال كثيرة، من أدب الرعب، لكي يستطيع أن يقرأ هذا الكتاب بأريحية، لأن "لافكرافت" لم يتجنب حرق أحداث الكُتب التي كان يتحدث عنها، يتكلم عن عملاً ما، وفجأة تجده يسرد الرواية بإلتواءتها، برأيه الخاص في العمل.
أيضاً، من مشاكل الكتاب بالنسبة لي، كانت الشكل الواحد للمقالات، فلجأ إلى طريقة واحدة طوال أحداث الكتاب، وهي ذكر الأعمال الخاصة بكل حقبة أو كاتب، وتفسيرها، وحرقها، وإبداء رأيه الخاص. فنرجع إلى نفس المشكلة الأولى مرة أخرى.
أما من مُميزات الكتاب، فهو التعرف على رواد أدب الرُعب الكلاسيكي، وتتبع نشأته، وردود الأفعال عن ذلك النوع من الأدب، ورغم أن الكتاب من فترة زمنية قديمة، ولكن أفكاره لا تزال تصلح أن نراها بمنظور اليوم.
بالإضافة إلى العديد من الأعمال التي ستحرص على أن تقرأها، وستجد بهم قائمة في نهاية الكتاب، وتلك رُبما ميزة الكتاب الأكبر، من الممكن أن تقرأ عمل وتعود للكتاب مرة أخرى لترى وجهة نظر "لافكرافت" فيه.
ختاماً..
هذا كتاب مُرشد لأدب الرعب الكلاسيكي، وكتابه، وأعماله، فيُمكنك أن تذهب إلى القائمة المُلحقة بآخر الكتاب، تقرأ الأعمال، وتعود إلى الكتاب مرة أخرى، لتضمن متعة أكبر، والأهم من ذلك هو عدم إفساد نهايات تلك الأعمال عليك.