"اكتسب قدرة على عدم الشعور بأي شيء. تعلمت كيف أختفي."
كتاب "الاعتذار" هو كتاب واقعي تحكي فيه "إيف إنسلر" مآسأتها الشخصية التي تتجسد في تحرش والدها بها وهي فقط في سن الخامسة من عُمرها. وكُل ما شغل بالي بعدما أنهيت الكتاب؛ كيف استطاعت "إيف" أن تنجو؟ كيف استطاعت "إيف" أن تنجو من هذه اللمسات التي لطخت براءة جسدها! كيف استطاعت أن تنجو من حبال أبيها المُتسلط؟ والذي بدور أيضاً ضحية لوالديه الذين حرقا روحه، وكاد أن يحرق روح ابنته "إيف" ولكنه نجت! نجت من تلك السلسلة المقيتة أن تُشوه أبناءك؛ فأي قوة وُضعت بداخل "إيف" لتصمد ضد كُل تلك الظروف غير السوية من والدها؟ من ذلك المُفترض ان يُقدم الحماية؟ من ذلك المُفترض أن يُساعدها على مواجهة العالم. أن تعيش مع وحش كاسر لعين لا يكف عن تدمير حياتك ولا يتورع في أن يجعله خطأك داخل منزل واحد لهو كابوس؛ وبالنسبة لـ"إيف" التي وعلى الرغم أنها روت الأحداث من وجهة نظر والدها بشكل تخيلي بالطبع؛ ولكني وبالتفكير في ما مرت به "إيف"؛ تلك الأوقات التي تمنت الموت فيها، التي لعنت فيها النوم لأن هناك حقير يترصد بها في بدايته ولأنها ستسيقظ من هذا النوم لتواجه ذلك الحقير مرة أخرى! أي عزيمة لديكي يا "إيف"؟ ومن أي معدن خُلقتي؟
الكتاب صادم ومآسأوى؛ وشعرت بالغثيات في عديد من المواقف والوصف التفصيلي للأحداث. كتاب يجب أن نقرأه جيداً وبحرص؛ ونفعل أن عملية الإنجاب ليست إنجازاً إذا لم نستطع تربية أولادنا أو سنورثهم أمراضنا النفسية! عملية الإنجاب ليست تقريراً بذكوريتك الطاغية أو بأنثويتك المُغرية. أنها عملية تطلب الكثير من التفكير؛ الكثير من القراءة، حتى لا يضطر طفلك أن يكون مثل "إيف" ولا أن تقوم أنت بدور والدها. صمدت "إيف" لأنها من معدن مختلف؛ حولت المعاناة الشاذة إلى نجاحات عديدة يُمكنك أن تقرأ عنها في سيرتها الذاتية. ولكن، ذلك ليس بالضرورة أن يجعل كُل من سيمر بهذه الأحداث أو ما شابه منها سيصمد وينجو منها؟
صديقي؛ العالم مليء بالوحوش البشرية، من فضلك لا تقم بزيادتهم.
يُنصح به وبشدة.