كما تتلاشى الصورة في فيلم السينما وتحل محلها صورة أخرى جديدة كان إحساسي، خرجتُ من الواقع بطرف خيال بارق، ودخلت عالمًا آخر مليئًا بدخان ضبابي وأبخرة ملونة، كنتُ أتخيل أن الأشياء السيئة تحدث فقط للآخرين، ولما اكتشفتُ أنها يمكن أن تحدث لي كان يجب عليّ أن أفعل شيئًا، لا أعرف ما هو هذا الشيء الذي يتوجب عليّ فعله، ولكني برغم ذلك ظللتُ أقول لنفسي: “يجب عليك أن تفعل شيئًا يا عمر”.. حمّسني سماع اسمي لفعل ذلك الشيء المجهول.
كنتُ كمن وقع في فصل من رواية وأصبح شخصية تتجول على ورق، في لحظة واحدة، مرت أمامي الصور الوردية التي رسمتها لأبي، حتى في أسوأ التصورات لم يخرج في خيالي عن شخص نكدي كئيب، أو شخص غير وسيم بالمرة، توقفتْ تصوراتي الخيالية واصطدمت بواقع لا يمكنني إلا التعامل معه بجدية. حاولتُ أن أبدو أقل خوفًا، ربما جعلني ذلك أبدو خائفًا بشكل أكبر.
كانت الحياة تسير وفق منهج معد سلفًا، تكدستْ الأحاسيس المريرة كلها دفعة واحدة أمامي، هُيئ لي بأني أنام خامدًا فوق سرير تمدني ملاءته بأحلام متوالية، فيها مرتع لاختلاط المشاعر الغامضة، كأني أبحث عن بلد مجهول، أحاول استكشافه وفي يدي خريطة بدائية، أرى الناس من حولي يتحركون كشعيرات صغيرة تتحول بسرعة إلى ضفيرة. كنتُ كمخرج اخترع شخصية ثم وقف أمام تصرفاتها عاجزًا لا يستطيع تعديل مسارها، فأصبح فقط يتابعها وهي تواجه مصيرها.
الزيارة: ما حدث لعمر سعيد إبراهيم > اقتباسات من رواية الزيارة: ما حدث لعمر سعيد إبراهيم
اقتباسات من رواية الزيارة: ما حدث لعمر سعيد إبراهيم
اقتباسات ومقتطفات من رواية الزيارة: ما حدث لعمر سعيد إبراهيم أضافها القرّاء على أبجد. استمتع بقراءتها أو أضف اقتباسك المفضّل من الرواية.
الزيارة: ما حدث لعمر سعيد إبراهيم
تحميل الكتاب
اقتباسات
-
مشاركة من إبراهيم عادل
السابق | 1 | التالي |