ما وراء الشهرة
في بيوت الحبايب محاولة لمعرفة أسرار في حياة الكثير من المشاهير الذين أحببناهم كما أنه محاولة لتفنيد الكثير من الشائعات التي التصقت بهم، من خلال تحقيقات صحفية مع أبناء وأحفاد هؤلاء المشاهير.
بدأت الصحفية والكاتبة زينب عبد اللاه كتابها المؤلف من ٣٠٤ صفحة بقيثارة السماء الشيخ محمد رفعت، الذي التف من حوله أفراد من كافة الأديان والأطياف
وكيف قضى سرطان الحنجرة في الفترة الأخيرة من عمره على هبة السماء له بعد أن سبق وقد فقد حاسة الإبصار وهو في التاسعة من عمره
فقد عانى الشيخ محمد رفعت من الفقد مرارًا.
ثم لتنتقل بنا إلى شريك الريحاني في مجده المسرحي والسينمائي، صانع البهجة الشاعر والسيناريست بديع خيري وكم توقفت هنا لسماع أشعاره التي قد لحنها العظيم في الملحنين، سيد درويش.
فمن منا لم يتغنى ولو يومًا بأغنية شد الحزام على وسطك، أو تغنى بأغنية أهو ده اللي صار؟!
وكم مرة تغنينا بطلعت يا محلى نورها شمس الشموسة للاحتفاء بشمسنا الذهبية الباعثة على الدفء بكلمات بديع ولحن سيد درويش!
وكم من ضحكات ضحكناها من أعماق قلوبنا في أفلام الريحاني؟!
لتحكي الحفيدة تفاصيل جديدة هذه المرة، تفاصيل تتعلق بحياة والدها الفنان عادل خيري، وكيف لم يمهله عمره القصير الذي انتهى عند الثالثة والثلاثون السماح له بتطوير نفسه كما أراد.
وبالانتقال للقصري والتذكرة بأفلامه وإفيهاته ومشيته المميزة وعن نهايته تلك التي لم ولن تأتي على قلب بشر التي أعدتها زوجته مع ابنه بالتبني. حتى أني ذرفت الدمع جراء صدمتي.
فمن يصدق أن أسطى السعادة صاحب أعظم إيفيهات السينما المصرية المبهجة التي مازالت حية على ألسنتنا حتى اليوم وكأنها ميراث نتناقله فيما بيننا.
بدأت معاناته الحقيقية منذ صرخ في عرض مسرحي من بطوله كاريوكا وإسماعيل يس واستيفان روستي قائلًا: أنا عميت مش شايف قدامي؛ فأحاطته الظلمة. ظلمة القلوب وظلمة الرؤية.
أما عن عماد حمدي فيحدثنا ابنه نادر عن بداية والده الفنية وعن زيجاته الثلاثة ووفاء زوجته الأولى فتحية شريف ورعايتها له في أحلك الظروف.
ثم ينتقل بنا الحديث عن صوت الحارة المصرية، محمد عبد المطلب، وها قد اقترب شهر رمضان الكريم وستصدح الحناجر بأغنيته الشهيرة التي لم ولن تندثر ( رمضان جانا ) وكيف أثر حادث وفاة ابنته انتصار وهي في بداية العشرينات من عمرها قبل موعد زفافها ، وأدمى قلبه فتوفى بعدها بشهور.
وعن تلك السيدة التي لم تنل قسطًا وافرًا من التعليم إلا أنها نالت مكانة هائلة في قلوب وأفئدة الكثيرين
زينات صدقي، الجميلة، الكريمة، المعطاءة.
التي ضحت بحبها الوحيد لتحفظ كرامة أمها، فهي لم تتخل عنها بصرفها لدار مسنين حتى بعد أن تدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بشكل شخصي وسعى نحو الصلح بينها وبين الضابط طليقها وعن دفنها في مقابر الصدقة نعرف الوقائع على لسان الحفيدة.
لو مصيبة واحدة كانت تهون، مصيبتين كانت تتبلع، لكن تلاااتة؟! ثم ترد عليها الطفلة إكرام عزو ببراءة ملفتة: أربعة يا ماما 😅
بالطبع أدركتم عن من سنتحدث، عن كاملة محمد كامل، أو عقيلة راتب كما عُرفت فنيًا، أول سندريلا في السينما المصرية.
وبين الحادثة التي وقعت في شارع الخليج المصري ( ش بورسعيد حاليا) عام 1922 للطفلة كاملة محمد كامل، وبين واقعة فقدها لبصرها تاريخ حافل وأمجاد فنية غير مسبوقة وأفراح وأحزان.
في فيلم ٣٠ يوم في السجن الذي جمع نجوم كثر، برع المعلم حنجل ابو شفطورة في قص الكلا... الكلام يعني.
وظهر أبرع معلم في السينما المصرية.
وقد ساهم المعلم رضا في مهمة قومية ووطنية دون أن يدري، وذلك من خلال فيلم «عماشة في الأدغال»، الذي استغلت المخابرات المصرية تصوير مشاهده في أفريقيا لاتخاذه ستارًا لعملية تفجير الحفار الإسرائيلي الذي كان يستهدف التنقيب عن البترول في سيناء،
وعن الشرير الظريف صاحب جملة( انتباه يا دانس)، المتصالح مع نفسه في إعلانه الصريح ( الباز أفندي، ساقط توجيهية)
عن توفيق الدقن الذي عاش باسم شقيقه المتوفى وبشهادة ميلاده، لتبدأ المفارقات في حياة الفنان الكبير توفيق الدقن منذ مولده ويظل طوال حياته يتندر على نفسه قائلًا: «أنا عايش بدل فاقد، وفيه ٣ سنين من عمرى ماعشتهمش!
وعن عملاق الكوميديا صاحب مدرسة المدبوليزم، الجميل والطيب عبد المنعم مدبولي، جدو عبده وفوازيره، ضحكته الحلوة، طيبة قلبه في أبنائي الأعزاء شكرًا، تلقائيته في إلقاء الفكاهة في مسرحياته وأفلامه.
وموهبة الرسم التي لازمته حتى أنه رسم لوحات كثيرة، وأقام معارض كان يحضرها فاروق حسني، وأُخذت بعض لوحاته ووضعت في رئاسة الجمهورية وفي وزارة الثقافة، كما شارك في إصلاح لوحات قصر المانسترلي.
وسيقودنا الحديث لا إراديًا للأستاذ الصديق الصدوق لمدبولي، المهندس، عمو فؤاد وكيف كان للماس الكهربي الذي نجي منه المهندس بأعجوبة أثر أعمق حين التهت النيران التي شبت حينها كل ذكرياته التي كان يأنس بها المهندس في حجرته، قلم يحتمل العيش كثيرا بعد الحادث.
وماذا عن فتافيت السكر؟!
عبد المنعم إبراهيم الذي وجد نفسه وهو يخطو أولى خطوات مجده الفني متعثرًا وبائس في حياته الشخصية.
فهو تمامًا كما وصفه الكاتب محمود السعدني في كتابة المضحكون " أن كل رجل ضاحك رجل بائس، وأنه مقابل كل ضحكة على لسانه تفرقع مأساة داخل أحشائه، ومقابل كل ابتسامة ترتسم على شفتيه تنحدر دمعة داخل قلبه".
ابتهالات النقشبندي، ذلك الصوت الجهور، الذي يترنم بعظمه الله وجلاله في الابتهال الأشهر مولاي، الذي نحفظه جميعًا عن ظهر قلب وعن وصية النقشبندي التي خطها بيده قبل ليلة من وفاته.
وعن الأخوين ريتشارد قلب الأسد وعباس الضو
ومدى ارتباطهما سويًا.
حمدي غيث، عبدالله غيث اللذان تميزا بجودة الإلقاء وبصوت قوي والانتقائية الشديدة للأعمال الدرامية، وشهرتهما في المسرح حيث ولاءهما الأول له.
عن صاحبة أغنية وحشتني، والقلب ولا العين مين السبب في الحب؟! ، وعن أحلى صوت غنى دور أنا هويت وانتهيت لسيد درويش، سعاد محمد وحديث ممتع عن حياتها ومسيرتها الفنية.
وعن أول فنان عربي يقوم بعمل الإعلانات التجارية بعد تجربة الفنان العالمي عمر الشريف في الإعلان عن إحدى أنواع السجائر، عن سر شويبس الذي دائمًا ما كان يتساءل عنه حسن عابدين.
ولتقترب نهاية الكتاب بمشوار أميرة السينما مديحة كامل وكيف أخذت قرار الاعتزال بين ليلة وضحاها بدون سابق تخطيط.
ثم تختتم كتابها بممثل لم يطول عمره ليمتعنا كما أمتعنا في القليل الذي قدمه. فكم منا يستطيع نسيان عاشور والست جواهر في فيلم الناظر ؟!
أنه صاحب الوجه الطفولي والوجه البشوش، علاء ولي الدين.
في النهاية، هو كتاب شيق سرد حقائق وفنّد إشاعات، وحدنا مع مشاهير لم نرى منهم سوى طلتهم البهية إلا أننا لم نكن نعلم كم قاسوا وكم وجدوا مشقات.
شخصيات تتفق أو تختلف معها إلا أنك في النهاية لا تملك إلا أن تحترمها وأن تترحم عليها.
الكتاب من ٣٠٤ صفحة
الكتاب مناسب لليافعين.