نجع بريطانيا العظمى
ل حسام العادلي
حينما قرأت اسم الرواية ضحكت كثيرًا وقلت للأستاذ منير عتيبة بأنني سأطالب بحقي في هذا الاسم، إذ أنني اطلقت على الإسكندرية ومنذ سنوات طوال، ربما أكثر من عقدين: "نجع الإسكندرية"..
اطلقت هذا اللقب على الاسكندرية كلما سافرت إلى القاهرة لزيارة طبيب أو طبيبة ما فكنت كلما عدت أقول: عودة إلى نجع الإسكندرية.. ولكن لنجع السعداوية أو نجع بريطانيا العظمى قصة أخرى..
غلاف الرواية يظهر لنا سوق قرية ما ومبنى له قبة كما لو كان مقام رافعًا للعلم البريطاني ..
يدخل الكاتب بنا إلى متن العمل مباشرة حيث مشهد باسم قناة السويس قناة مساهمة مصرية، لتواجهنا أول عقدة من عقد الرواية، حيث نجع السعداوية وزين ابن العمدة الذي تطل عليه من الشباك باكية فاطمة ابنة مغاوري خادمهم القديم، فهي تحمل ابنه وتنتظر منه تحقيق وعده، فيهز لها رأسه كمن سيحافظ على وعده.. ويسافر إلى القاهرة لمهمة ما..
الزمن الآن أربع سنوات بعد ثورة ٥٢، حيث عزل العمدة وتطاول عليه الصغار وتساوت الرؤوس وهذا ما لا يرضاه زين لوالده ..
يتغير اسم النجع من نجع السعداوية إلى نجع الشيخ أبو الجود غريم السعداوية، وتلغى العمودية ويحل بدلًا منهم نقطة بوليس بمأمور.. فيشعر زين ابن العمدة المخلوع بالغبن والغيظ..
مستر هاريس اليد اليمنى للسفير البريطاني في مصر وصديق العمدة حسن وأخوه حسانين ومن قبلهما والديهما .. يصاب بالشلل مصدومًا بعد وصول الضباط الأحرار للحكم وبعد تأميم القنال فيقرر بيع مصنعه فيعرض عليه الأخوان حسن وحسانين شراءه ويذهب زين لاتمام البيعة ..
للانجليز ولمستر هاريس فضل على النجع لا ينساه العمدة السابق حسن ومن قبله السيد والده..
تتداخل الأزمنة في الرواية بصورة مستمرة فيتأرجح بنا الحاضر إلى الماضي بصورة احترافية لا تشعر القاريء بالتخبط ..
تهريب الآثار المصرية، مقام الشيخ الطشطوشي، الغازية حكمت، وغيرهم كانوا نسيجًا مكملًا مع الشخصيات الأساسية في الرواية ..
الرواية تشبه العروس الروسية الماتريوشكا فكلما وضعنا بين إيدينا عروس نجد بداخلها عروسة أخرى ..
وعلى غير عادة كتب الأديب الإهداء في نهاية العمل على شكل خاتمة، لروح اثنان أجداده صنعا ورفاقهما التاريخ الوطني وكانا كما يقول الكاتب جزءًا من أصل الحكاية..
شكرًا للأديب حسام العادلي لهذا العمل الثري.. وفي انتظار كل جديد لك ..
#نو_ها