"قد آن إذن أوان الانطلاق إلى الطبيعة، والجبال، والسماء، فهي وحدها التي تضع هذا الإخفاق في حجمه الصحيح. إني آتية إليك أيتها الجبال الشامخة..لتشعريني بضآلة القصة..وآنيّتها..أنت يا أزلية يا باقية." - الأبواب المنزلقة للعزيزة سهير صبري 🇪🇬
شهادتي في الصديقة سهير صبري مجروحة، ذلك أني أحبها وأحترمها كثيراً، وسأبذل جهدي في التزام الحياد إذ أخط هذه الانطباعات عن كتابها الأبواب المنزلقة الذي انتهيت من قراءته في يوم واحد.
بداية، فنحن أمام شخص يضع حشاشة جوفه بين طيات الكتاب، فتشفّ الصفحات عن اختلاجات العواطف، حلوها ومرها، وندوب الذاكرة وتضاريسها. يتجاوز الأمر الشجاعة والشفافية، وصولاً إلى قيمة أسمى يستشفها القارئ اليقظ، وهي الصدق والتصالح مع النفس، وهو أكثر ما مسني في هذه المجموعة التي تتراوح حكاياتها ما بين القصص القصيرة والمذكرات والخواطر، وهو تنوع له ما يبرره من واقع محتوى كل عمل في هذا الكتاب.
وعلى اختلاف الشكل الأدبي من حكاية لأخرى، لا يشعر القارئ بانقطاع الرابط الوجداني بين أجزاء العمل، بل هو وحدة عضوية يحفظ انسجامها تدفق المشاعر والانطباعات والذكريات عبر صفحات الكتاب، وقد وفقت المؤلفة في مجازاتها وفي اختزالها للحالات الإنسانية بمنأى عن الإسهاب والإطناب وزخرف الكلام، فنفذت الحكايات إلى سريرتي دون عناء.
لم تستغل سهير جل "حزمة الأدوات" والتقنيات الخاصة بفن القصة القصيرة، ولعلها أغفلتها عمداً، ولذا غلب طابع الخواطر/المذكرات على الكتاب، وهو ما لا ينتقص منه، ولكنه يضيع فرصة الاستعانة بخصائص من شأنها خدمة العمل أدبياً. سعيد بقراءة هذه المجموعة، والتي جعلتني أقترب أكثر من صديقة عزيزة وأتعرّف عليها من منظور جديد مُلهِم.
#Camel_bookreviews