جرائم في الذاكرة
نبذة عن الكتاب
بعد أن استولت دول الحلفاء على أقاليم الإمبراطورية العثمانية الآفلة في المنطقة العربية، رسمت لها حدوداً داخلية لتجعل منها سجوناً تحيط بشعوبها وتفصلهم بعضهم عن بعض، فتحدّ من انتقالهم وتطورهم وتكرس مبدأ السيادة والاستقلال الوهمي فيما بينهم، وقامت بسلخ أقاليم منها لتضمها إلى دول أُخرى، وأبقت على مناطق ضبابية التبعية لتخلق فيها حالة نزاع دائم، تاركة حكاماً تم تعيينهم وتسميتهم من قبلها، ينوبون عنها في تكريس الحدود ويمنعون تحقيق الوحدة بين دولهم. فالاحتلال الفرنسي قسم سورية وفق أسس طائفية إلى ست دويلات مستقلة، كما عمل على تجزئة المجتمع السوري إلى طوائف ومذاهب ليبقى في حالة صراع وانقسام دائمين، ومنح لواء الإسكندرون إلى تركيا، فصرّح بعض من زعمائها الوطنيين: قرية مستقلة خير من بلاد واسعة مستبدة – خسرنا لواء الإسكندرون ولم نخسر حق المطالبة به. كما قام الاحتلال البريطاني بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين وإنشاء دولتهم عليها. وأما حكامنا العرب فعندما عجزت بريطانيا عن قمع الثورة الفلسطينية عام 1936، اتجهت إليهم لمساعدتها على التوسط لإنهاء الثورة، فلبوا مطالبها، كما فعلوا في حرب 1948. وكان من نتاجهم جامعة الدول العربية وعرابها أيدن ليتحول معها النضال القومي العربي إلى نضال قطري، بعد أن اعتقد الشعب العربي أن بيت العرب سيكون طريقهم لتحقيق الوحدة. لقد لجأ الحكام العرب إلى تضليل شعوبهم الغاضبة، فنشروا الأكاذيب عن مناعتهم وقوتهم وحكمتهم، وكانت عناوين الصحف لا تخلو من بطولاتهم وانتصارات جيوشهم وتحضيرهم للمعركة الكبرى القادمة. وكانت تصريحاتهم تدور حول عزيمتهم على مواصلة القتال حتى تحقيق النصر، ثم يتبادلون برقيات التهنئة بإنجازاتهم الخالدة. اتفاقيات.. أحلاف.. انقلابات.. انتصارات.. انسحابات.. تآمرات.. خيانات.. مكائد.. تبريكات. هكذا هي القصة.. هكذا بدأت.. هكذا هم حكامنا.. هكذا حُكمنا.. وهكذا هي مستمرة! جرائم في الذاكرة.عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 332 صفحة
- [ردمك 13] 978-614-432-940-5
- دار الفارابي
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
39 مشاركة