كتاب بالغ الأهمية للاكاديمي والباحث الإسرائيلي اليهودي شلومو ساند يفكك فيه ويبين تهافت الأسس التاريخية والسيسيولوجية والبيولوجية التي قامت عليها الحركة الصهيونية، ومن ثم الكيان الإسرائيلي الذي إقامته تلك الحركة بالعدوان والظلم والابادة والطرد واقتلاع اهل فلسطين من أرضهم.
الكاتب في النهاية مؤمن ببقاء الكيان الإسرائيلي، وهو ما نختلف فيه معه تماما، لكنه يرى أن ذلك غير ممكن إلا بتعديل جوهري وبنيوي فيه يقتضي بأن يتحول من دولة يهودية، مخصصة ليهود العالم كما يقتضي الفكر الصهيوني والايديولوجية المؤسسة للكيان، إلى دولة ثنائية القومية أو متعددة القوميات مع إلغاء قانون العودة وتغيير جذري في طبيعة مهام الوكالة اليهودية لتقتصر على التنسيق والتعاون الثقافي بكافة اشكالة بين الجاليات اليهودية في العالم بدلا من دورها الآن كداعم للهجرة اليهودية إلى إسرائيل وجالب لدعم المجموعات اليهودية المختلفة للكيان الإسرائيلي . لكن في النهاية يرى الكاتب استحالة حدوث تلك التغيرات وأن الجوهر العنصري الإقصاءي لذلك الكيان مستمر!!
من المهم جدا لكل القراء العرب الاطلاع على هذا الكتاب، ففيه دليل قاطع على تهافت أسس الكيان الإسرائيلي، وأنه تاريخيا وفكريا وإنسانيا نحن قادرين على الانتصار على هذا الكيان، إذا استجمعنا أنفسنا وتم العودة إلى المشروع العربي المشترك لردع ذلك الكيان ومواجهته بكل السبل.
وفي النهاية لا ننسى أن نشكر بشكل خاص دار نشر مدار الفلسطينية على مجهودها الرائع في توفير ترجمة جميلة وبديعة لهذا الكتاب ونشره للقارئ العربي.