كتب الكثير عن النظام المصرفي اللبناني، خاصة من ناحية ماركسية، وشخصيا لا أحبّذ هذه المقاربات الماركسية عندما تتجاهل كل الوقائع التي لا تتّفق مع نموذج صراع الطبقات، وخاصة عندما تتّخذ شكل هجوم إيديولوجي معاد للرأسمالية بدلا من دراسة أكاديمية حقيقية. أما هذا الكتاب، فهو دراسة أكاديمية بالفعل. قرأت النسخة العربية المعرّبة عن الاصل الانكليزي.
يحتوي الكتاب على الكثير من التاريخ، خاصّة تاريخ إنشاء المصرف المركزي اللبناني في إطار خلاف داخلي لبناني بين الليبراليين والنهج الشهابي كما يظهر المواقف الاجنبية (والتي ستفاجئ القارئ في بعض الاحيان). يظهر الكتاب أن القطاع المصرفي اللبناني بني لمصالح طبقة الرأسماليين وكبار التجار - لكنه لا يشطح في الاستنتاجات كما غيره من الدراسات - وذلك لأن اللبنانيين اتخذوا قرارا باختيار الاقتصاد الخدماتي كون لهم الأفضلية التنافسية في هذا المجال. يعالج الكاتب قضية بنك إنترا بشكل عقلاني، أي دون سوق الإتهامات غير المٌسندة لخصوم صاحب هذا البنك، الفلسطيني-اللبناني الفذّ يوسف بيدس. عبر فصول الكتاب، يتعرّف القارئ على تفاصيل بناء القطاع المصرفي اللبناني، ونظرا للأزمة المالية النقدية المصرفية التي ألمّت بلبنان منذ 2019 يغدو هذا الكتاب (المنشور للمرة الأولى بالإنكليزية سنة 2018) قراءة إلزامية لكل لبناني - أو لكل باحث - يريد أن يفهم خلفيات النظام المصرفي اللبناني عبر دراسة أكثر موضوعية من مثيلاتها.