الفكر السياسي عند ليو شتراوس

نبذة عن الكتاب

يعد شتراوس من أهم الفلاسفة والمفكرين الغربيين ذوي النزعة الاستشراقية الذين تناولوا الفكر السياسي العربي والاسلامي واليهودي ومنحه مكانة مهمة في الاوساط الاكاديمية الغربية، ويعد شتراوس مفكر نخبوي ومفهوم النخبة لديه مركب من جزئين افلاطوني - اغياري اي انه مزج بين نوعين للنخبة الديني والمعرفي، ولشتراوس رأي تبريري في الحرب ويأيدها على اعتبارها أنها وسيلة ناجعة توحد الجميع ضد الخطر وتنهض بالمكتسبات وتجعلهم متأهبين دوماً للذود عن وطنهم. وتمثل دراسة الفكر الغربي المعاصر، أحد محاور الاهتمام الأسياسية لدراسات الفكر السياسي، والتي يتطلب انجازها دراسة المصادر التي تولد منها هذا الفكر، والمحطات التي توقف عندها، أو غير اتجاهاته فيها، مما يمثل ضرورة علمية مُلحة لفهم المنظومات الفكرية السائدة، وتقدير أدوارها ونتائجها، ولا سيما أن الفكر السياسي الغربي بناءٌ متراكم متواصل ومتكامل في كثير من جوانبه، ولعل من أهم المنظومات الفكرية و السياسية الغربية المعاصرة الجديرة بالدراسة، المنظومة الفكرية التي وضعها المفكر والفليسوف "ليو شتراوس" الذي ترك بصمة فكرية واضحة في الفكر السياسي الغربي، ورفده بأبعاد جديدة ذات صبغة محافظة الظاهر ثورية الباطن، أثرت بشكل جلي في من طالعها واتخذ موقفاً منها بالقبول والرفض . فقد استطاع شتراوس، رسم خط فكري سياسي خاص به، متفرد ومتميز فيه، وبصفته ألماني المولد، أمريكي الجنسية، ويهودي الديانة، أصبحت شخصيته متنوعة بتنوع هذه الانتماءات، ناهيك عن الظروف السياسية والاجتماعية التي عاصرها وكانت لها تأثيراتها البيّنة فيه، حتى بات من أبرز الشخصيات الفكرية السياسية المعاصرة التي أثارت جدلاً واسعاً حول ما قدمته من فكر غني، تناول بالنقد والتحليل كثيراً من القضايا الفكرية السياسية التي كان في مقدمتها نقده للنظم السياسية الغربية الديمقراطية – الليبرالية، ورفضه الجذري للنظم الشمولية ( الشيوعية والفاشية والنازية ) والتي عدها إحدى المساوئ الناجمة عن تبني الساسة والمفكرين الغربيين لفكر الحداثة السياسية الذي على الرغم من نقده له ولمخرجاته، إلا أنه لم يكن من مفكري حقبة ما بعد الحداثة، بل كان ذو طابع فكري مختلف إبتكره لذاته . الكتاب يعتبر الدراسة العربية الأولى حول هذه الشخصية المثيرة للجدل خصوصاً لجهة أهميته في التأثير في القرار السياسي او التوجهات الاميركية.