الجريمة والعقاب - الجزء الثاني - فيدور دوستويفسكي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

الجريمة والعقاب - الجزء الثاني

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

أرسل دوستويفسكي رسالة إلى ناشر جريدة الرسول الروسي يقول فيها: هل آمل في نشر رواية في مجلتك الرسول الروسي ؟ إنها دراسة نفسية لجريمة تقع في أيامنا هذه، بل في هذا العام بالتحديد. شاب من أسرة بورجوازية صغيرة مطرود من الجامعة ويعيش في بؤس قاتل، بدون وعي، بمبادئ مضطربة، متأثراً بأفكار غريبة غير ناضجة، مجالها الخيال، يقرر الإفلات إلى الأبد من وضعه التعس. يصمم على قتل امرأة عجوز، أرملة مستشار مستبد، تقرض المال بالربا، لإسعاد أمه التي تعيش في جنبات العاصمة، وإنقاذ أخته المستخدمة لدى مالك عقار يهدد مستقبلها، ولإنهاء دراسته والسفر إلى الخارج وليحيا سعيداً مستقيماً ملبياً واجب الطيبة مع الآخرين من هذا الجنس البشري. إن استطعنا أن نسمي جرماً هذا الفعل ضد شخص عجوز صماء، خبيثة و عليلة، ربما ماتت بعد شهر حتف أنفها. علماً أن هذه الجرائم صعبة التحقيق بشكل رهيب، لأن الدوافع والأمارات جلية واضحة، وأن كثيراً من الأمور متروكة للصدفة، الأمر الذي يفضح المجرم دائماً، كل هذا يجعل المجرم يعزف عن مشروعه. وينقضي شهر بين الجريمة وبين الكارثة النهائية. القاتل غير متهم أبداً، ولا يمكن أن يكون. وهنا يتضح تطور الجريمة النفساني: قضايا عصية وغير متوقعة توجع قلبه. العدالة الإلهية وشرعة الناس تأخذ حقها ويكره أخيراً على الذهاب إلى حيث يشيء بنفسه. لم يمت في المنفى، بل عاد ليعيش بين الناس. إن ما يعذبه هو يقظة الحس الإنساني في ضلوعه بعد أن أنجز جريمته. إن قانون العدالة والطبيعة البشرية أخذا حقهما. فالمجرم نفسه يقرر قبول العذاب ليكفر عن خطيئته.
4.6 23 تقييم
396 مشاركة

اقتباسات من رواية الجريمة والعقاب - الجزء الثاني

عام 1854، أعطي الكاتب الحرية. كتب دوستويفسكي في عام 1859 في رسالة إلى أخيه أن فكرة رواية طائفية معينة جاءت إليه عندما كان يكذب في السدود القذرة في الخمسينيات وكان يواجه أصعب اللحظات في مصيره. لكنه لم يكن على عجل لبدء هذا العمل، لأنه لم يكن متأكدا حتى انه سيبقى على قيد الحياة.شرت في مجلة أدبية روسية في اثني عشر مقالاً شهريًا عام 1866، وبعدها نشرت كرواية. يتميز أسلوب دوستويفسكي بقدرته على التعبير عن مكنونات النفس البشرية، فقد عرف بتوجهه الإنساني وبنزعته الفلسفية التي بدت واضحة في أعماله الأدبية، كما يحلو للنقاد دائمًا أن يصفوه. أهم ما ناقشته الرواية

مشاركة من Rudina K Yasin
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية الجريمة والعقاب - الجزء الثاني

    23

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    كتب تم قرائتها ولم أضع مراجعتها على ابجد

    الكتاب التاسع والثلاثون

    قراءة ٢٠٢٠

    الملخص. الكامل

    اسم الكتاب الجريمة والعقاب.

    المؤلف. دوستوفسكي

    # وصف الكتاب

    بطبعة 2010 إصدار المركز الثقافي العربي وترجمة سامي الدروبي ونسخة الكترونية بعدد صفحات988 صفحة الجريمة والعقاب. تأليف دوستوفيسكيزفهي احدى قمم الاعمال الانسانية فهي تحدد ذلك اللغز المفتوح على العمل الإنساني في حياة الانسان

    ## لمحة تاريخية عن الكتاب

    فيودور دوستويفسكي في عام 1850 أرسل إلى العبودية الجزائية في أومسك. "الجريمة والعقاب"، تاريخ إنشائها بدأت هناك،، وقبل ذلك كان على الكاتب أن يتحمل ليس أفضل أيام في حياته.

    في عام 1854، أعطي الكاتب الحرية. كتب دوستويفسكي في عام 1859 في رسالة إلى أخيه أن فكرة رواية طائفية معينة جاءت إليه عندما كان يكذب في السدود القذرة في الخمسينيات وكان يواجه أصعب اللحظات في مصيره. لكنه لم يكن على عجل لبدء هذا العمل، لأنه لم يكن متأكدا حتى انه سيبقى على قيد الحياة.شرت في مجلة أدبية روسية في اثني عشر مقالاً شهريًا عام 1866، وبعدها نشرت كرواية. يتميز أسلوب دوستويفسكي بقدرته على التعبير عن مكنونات النفس البشرية، فقد عرف بتوجهه الإنساني وبنزعته الفلسفية التي بدت واضحة في أعماله الأدبية، كما يحلو للنقاد دائمًا أن يصفوه. أهم ما ناقشته الرواية والذي سأتتناوله هنا بعد استعراض الشخصيات المحورية في الرواية «دوافع الجريمة من منظور بطل الرواية» نظرية راسكولينكوف – الصراع النفسي

    الدائر رحاه في عقل راسكولينكوف – الألم والحزن المخيم على القصة منذ بدايتها.

    أود أن أشارككم سؤالًا قد طرحته كثيرًا على نفسي، من المعروف أن الكثيرين قد يصلوا لدرجة ما من التقمص في القصة التي يقرأونها فيرى القارئ نفسه نظيرًا للبطل فيفرح لفرحه ويحزن ويتألم لحزنهِ وألمه، لكن هل تصل درجة التقمص إلى انتقال عدوى من بطل الرواية إلى القارئ؟! الطبع أنا هنا لا أتبنى وجهة نظر راسكولينكوف – التي أراها شبيهة إلى حد بعيد بفكرة نيتشه ومصطلحته الشهير الإنسان الأعلى، ومن المعلوم تأثر نيتشه بكتابات دوستويفسكي – لا أتحدث هنا عن الإنسان المتفوق الذي يجوز له دون الآخرين ارتكاب ما يراه مناسبًا حتى إذا كان هذا مخالفًا للقانون مثل ارتكاب جريمة القتل بحق من يعتقد هو أنهم مجرد حشرات أو عوائق في مسيرة من هم أحق منهم بالحياة، بل أقصد هذه الحمى التي عصفت بعقله وجعلت عقابه الأليم هو التفكير الزائد عن الحد، أؤكد لكم أنني قد مسني قبس من تلك النار التي أضرمت في عقله، هذه الحمى العقلية التي ظهرت أعراضها عليَّ قبل قراءتي للرواية لكنها تفاقمت خلال قراءتي لها، لا لجرم يؤرق ضميري؛ بل لأن عقلي على ما يبدو قد سأم قوالب الروتين التي وضعتها متطالبات الحياة اليومية، ولعله أغار أيضًا من هذا العقل الذي أعلن تمرده على صاحبه فأحال حياته جحيمًا، لكن من له الغلبة على تصرفاتنا أهي المشاعر أم الأفكار أهو القلب أم العقل؟ وهل هما وحدة مرتبطة أم أنهما منفصلان؟ هذا الطرح يقودنا إلى الدخول في أدغال فلسفة العقل وآراء الفلاسفة عن ثنائية العقل والجسد الأحادية والمثنوية، وهو موضوع شائك لا مجال للحديث عنه هنا، لذلك دعكم من إرهاصاتي الفكرية في هذا السياق فهذا المقال ليس عن شخصي على أية حال. لنعود للرواية.

    الشخصيات المحورية في الرواية

    – روديون رومانوفتش راسكولينكوف : هو بطل الرواية، شاب يبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عامًا، وطالب جامعي سابق، ذو شخصية فريدة فهو مثقف حالم يمتلك أفكارًا جريئة تدفعه في النهاية لقتل عجوز مُرابية.

    – صونيا سيمونوفنا مارميلاردف: هي الابنة الكبرى لرجل سكير، فتاة خجولة، وبريئة على الرغم من أنها تضطر إلى ممارسة البغاء لمساعدة أسرتها.

    – ديمتري بروكوفيتش رازميخين: صديق راسكولينكوف.

    – بروفيري بيتروفيتش: المحقق المسؤول عن حل قضية اليونا إيفانوفا المرابية العجوز وأختها إليزبيث.

    نظرية راسكولينكوف

    تتحدث الرواية عن مقال منسوب لراسكولينكوف الذي صاغ فيه فكرته عن تقسيم البشر إلى نوعين: عاديين، وغير عاديين، هؤلاء غير العاديين هم المتفوقون الذين يحق لهم تجاوز القانون وارتكاب ما يروه هم أسمى وأفضل، فنجده يقول: أما الفئة الثانية فهي تتألف من رجال يتميزون بأنهم جميعًا يكسرون القانون، بأنهم جميعًا مدمرون، أو بأنهم جميعًا ميالون إلى أن يصبحوا كذلك بحكم ملكاتهم. جرائم هؤلاء الرجال تتفاوت خطورتها وتتنوع أشكالها طبعًا، وأكثرهم يريدون، بأساليب متنوعة جدًا، تدمير الحاضر في سبيل شيء أفضل، فإذا وجب على أحدهم من أجل تحقيق فكرته أن يخطو فوق جثة أو فوق بركة دم، فإن يستطيع أن يعزم أمره على أن يخطو فوق جثة وفوق بركة الدم وضميره مرتاح؛ كل شيء رهن مضمون فكرته، وبما لها من أهمية طبعًا. ج1-ص 467-468.

    وكأن راسكولينكوف يريد أن يقول بما أن هناك من يرتكب جريمة القتل بحق آلاف البشر بحجة أنه في صالح السواد الأعظم من البشر لماذا إذن نُجرم هذا الفعل؟! هل يجب امتلاك تصريح الجدارة بالقتل كي نبرر هذا الفعل، وقد دلل على ذلك أيضًا مستشهدًا بالقائد الفرنسي نابليون فيقول: إن السيد الحقيقي الذي يُسمح له بكل شيء يضرب طولون بالمدافع وينظم مذبحة في باريس وينسى جيشًا كاملًا في مصر وينفق نصف مليون رجل في معركة موسكو، ثم ينسحب من الميدان بلغز في فيلنا إن هذا عند موته تقام له التماثيل وكل شيء إذن مسموح له. كلا إن هؤلاء الرجال ليسوا من لحم ودم، بل إنهم من البرونز. هكذا يرى بطل الرواية الانسان المتفوق الذي يتجاوز كل القيود والعقبات التي يفرضها المجتمع – بأعرافه وقوانينه – في سبيل تحقيق هدفه الأسمى، هذه الفكرة التي سيطرت علي كامل كيانه أراد تطبيقها عمليًا ليثبت لنفسه الحالمة أنه أحد هؤلاء البشر المتفوقين، فأقدم على قتل تلك العجوز المرابية لسرقتها بداعي الفاقة واحتياجه المال لاستكمال دراسته، هذه الحجة التي لم تقنعه هو شخصيًا والدليل هو إخفاؤه لتلك للأموال وعدم انفاقها، فنجده مبررًا تلك الجريمة بقوله: إنه ليس مخلوقًا بشريًا ذلك الذي قتلته. بل هو المبدأ، المبدأ، ولقد قتلته كما يجب.

    الصراع النفسي

    تحدثت في البداية عن هذه الحمي التي عصفت براسكولينكوف بطل الرواية فعقب قتله للعجوز المرابية وشقيقتها بدأت ظهور أعراض هذه الحمى التي جعلته طريح الفراش، لكنه رغم تعافيه من حمى الجسد لازمته تلك الحمى العقلية فصار يهذي دائمًا، هذا كان عقابه الأليم الذي حوله تماماً من ذلك القاتل للمبدأ الذي لا يخالجه ذرة ندم من قتل تلك الحشرة – على حد تعبيره – إلى الذهاب في النهاية إلى القسم للاعتراف بجريرته، بالرغم من تعقد القضية وعدم وجود أدلة على إدانته، لقد صار عقل راسكولينكوف بعد ارتكابه هذه الجريمة كطحونة هوائية لا تتوقف، بل تحول إلى محرك ديزل يضج بصخب عنيف هذا الضجيج الذي ظهر جليًا في تصرفاته فجعل من يلقاه يختاله مجنونًا، إن هذا الانسان الذي رأى نفسه متفوقًا وأهلًا لتجاوز القانون شعر بالفشل في نهاية المطاف ورأى حلمه يتحول لسراب، فندم على هذه الجريمة التي أضحت بلا مبرر.

    الألم والحزن

    أنا لا أسجد أمامك أنتِ . . بل أمام معاناة البشرية كلها. هكذا تحدث راسكولينكوف إلى صونيا تلك الفتاة البائسة التي باعت جسدها من أجل أطعام أخوة لها من أبيها الذي ترك وظيفته المرموقة بعد إدمانه على الخمر، هؤلاء الأطفال وأمهم المريضة بالسل كان يترصدهم شبح الموت جوعاً، لكنها كانت ملاذهم الآمن – هذا المشهد المؤثر في أحداث الرواية ليس غريبًا على دوستويفسكي المعروف بتبجيله للمتألمين فنجده يقول في موضع آخر: إن أعظم رجل، هو صاحب أعظم حزن في هذه الدنيا – بالإضافة إلى ذلك فهو بتلك العبارة والإشارة إلى معاناتها يريد أن يلقي الضوء على مساوئ المجتمع الروسي في هذه الحقبة وتفاوت طبقاته. نجده أيضًا يقول عن صونيا في واحدة من أعمق عباراته: الجمال سينقذ العالم. بالطبع لا يتحدث عن جمال وجهها فقط، بل الجمال الذي يقصده هو انسجام الشكل والمضمون، فجمالها يتجلى في عظم إنسانيتها التي دفعتها للتضحية بهذا الجسد من أجل إطعام الصغار.

    الخاتمة

    يقول دوستويفسكي على لسان راسكولينكوف: ليهرق كل الناس ما شاؤوا من الدم. إن ما سال منه وما سيسيل جزافًا على الأرض، يهرق كما تسفح الشامبانيا. ومن أجله يتوجون في الكابيتول، ويرفعون إلى مصاف المحسنين للإنسانية. ج3 ص 881.

    هذا الإسقاط الرائع الذي أراد به دوستويفسكي أن يصفع ضمير العالم حينها ليفيق من ذلك السبات العميق – الذي ما زال مستمرًا إلى الآن مع الأسف – هذا السبات الذي جعلهم يبررون الجرائم طالما من يرتكبونها يتشدقون بالصالح العام، فكم من قائد سفك الدماء ونحتت له التماثيل، ووضعت على رأسه أكاليل الغار. لكن سيظل العار، والشنار يطارد هؤلاء الذين يرون البشر حشرات لا قيمة لهم، وأنهم فقط الأسياد. سيأتي اليوم الذي يدفعون فيه ثمن ما اقترفته أيديهم، سينالون حتمًا العقاب حتى إذا افتقدوا لضمير يؤرقهم كضمير راسكولينكوف.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    تمت الجريمة في الجزء الأول و بدأ العقاب مبكرا جدا يكاد يكون من بداية التفكير في الجريمة و العذاب النفسى و البدنى يلاحق راسكولنيكوف القاتل المثقف

    إن الخطأ هو الميزة الوحيدة التي يمتاز بها الكائن الإنساني على سائر الكائنات الحية. من يخطئ يصل إلى الحقيقة. أنا إنسان لأنني أخطئ. ما وصل امرئ إلى حقيقة واحدة إلا بعد أن أخطأ أربع عشرة مرة وربما مئة وأربع عشرة مرة ! وهذا في ذاته ليس ما يعيب. لك أن تقول آراء جنونية، ولكن لتكن هذه الآراء آراءك أنت. لأن يخطئ المرء بطريقته الشخصية، فذلك يكاد يكون خيرًا من ترديد حقيقة لقّنه إياها غيره. أنت في الحالة الأولى إنسان، أما في الحالة الثانية فأنت ببغاء لا أكثر.

    الحقيقة لا تطير، أما الحياة فيمكن حنقها. إلى أين وصلنا من هذا الآن ؟ نحن جميعًا، بغير استثناء، سواء في ميدان العلم، أو الثقافة، أو الفكر، أو العبقرية الخالصة، أو المثل الأعلى، أو الرغبات، أو الليبرالية، أو العقل، أو التجربة، نحن في كل شيء، في كل شيء، في كل شيء، نعم في كل شيء، ما زلنا في الصفوف الإعدادية لدخول مدرسة الثانوية ! نحب أن نكرر ونمضغ آراء الآخرين، وتعودنا على ذلك ! أليس هذا صحيحًا ؟ أليس الأمر كما أقول ؟ أليست هذه هي الحقيقة ؟

    و لو نظرنا الي جميع انواع البشر لحق لنا ان نسأل من هم اولئك الذين يصمدون في الواقع للامتحان و يبرهنون على انهم اخيار طيبون

    إن الإنسان يعتاد كل شيء، يا له من حقير

    لماذا تبدو لهم فعلتي شاذة إلى هذا الحد؟ ألا انها جريمة؟ ماذا تعني كلمة جريمة؟ إن ضميري مرتاح. صحيح أن جريمة قد وقعت. صحيح أن نص القانون قد اخترق وأن دما قد سفك. فإذا كان الأمر أمر تقيد بنص القانون فأقطعوا رأسي ولنسكت ! ولكن يجب أن نذكر في هذه الحالة أن كثيرا من العظماء الذين احسنوا إلى الإنسانية ولم يكونوا قد ورثوا السلطة وراثة وإنما استولوا عليها إستيلاء. كان ينبغي أن تقطع رءوسهم منذ خطوا خطواتهم الأولى. أن الفرق الوحيد بين هؤلاء وبيني هو إنهم قد احتملوا ثقل أفعالهم فكان ذلك مبررا لهم، اما انا فلم أقدر على الصمود إذا كان لا يحق لي ان اجيز لنفسي القيام بتلك المحاولة

    صراع بين الوجود و العدم .. بين الإيمان و الإلحاد ... بين الأخلاق و الحاجة

    قال الكاهن لكاترين:

    الله رحيم . أملي في عون الرب

    -هو رحيم ولا شك ، لكنه ليس رحيما بنا نحن

    - هذا اثم يا سيدتي ، هذا اثم

    فصرخت مشيرة إلى المحتضر "زوجها":

    وهذا ، أليس إثما؟

    تُرى أين قرأت أن رجلاً محكوماً عليه بالإعدام قد قال أو تخيل قبل إعدامه بساعة أنه لو اضطر أن يعيش في مكان ما، على قمة، فوق صخرة، بموضع لا تزيد مساحته على موطئ قدم، وكان كل ما حوله هوةً سحيقة، خضماً كبيراً، ظلمات أبدية، عزلةً خالدة، زوابع لا تنقطع، وكان عليه أن يبقى واقفاً على موطئ القدم هذا مدى الحياة، بل ألف سنة، بل أبد الدهر، لظل مع ذلك يؤثر أن يعيش هذه العيشة على أن يموت فوراً، أن يعيش فحسب، أن يعيش! أن يعيش أي عيشة، ولكن أن يعيش.. نعم، أين قرأت هذا؟ ما أصدق هذا الكلام! رباه، ما أصدق هذا الكلام

    ماذا يفيده وماذا يجديه أن يستمر في الصراع والكفاح؟ أيحيا من أجل أن يوجد؟ ألا انه كان طوال حياته مستعدا لأن يضحي بوجوده ألف مرة في سبيل فكرة، في سبيل أمل، بل وفي سبيل تحقيق نزوة! إن الوجود في حد ذاته لم يكن كافيا له في يوم من الأيام وإنما هو كان يطمع دائما في أكثر من ذلك! ولعل اعنف رغباته كان وحده السبب في انه ظن نفسه انسانا يجوز له مالا يجوز لغيره

    هكذا بهذه الأسئلة إنما كان راسكولنيكوف يعذب نفسه، فكان الإهتياج الذي يحسه من ذلك يستحيل إلى نوع من التلذذ. على ان هذه الأسئلة ليس فيها شيء غير متوقع. إنها غير جديدة عليه، بل هي قديمة جدا. وهي تعذبه منذ زمن طويل. نعم لقد كانت هذه الأسئلة تعذبه وترهقه وتمزق قلبه منذ زمن طويل. لقد كان هذا القلق يشب في نفسه وينمو ويتراكم منذ زمن طويل.. ونضج هذا القلق في الآونة الأخيرة، وتركز وتكثف، فإذا هو يتخذ صورة سؤال رهيب، سؤال وحشي عجيب مسعور، يضني قلبه وفكره، ويطلب جوابا لا سبيل إلى تحاشيه

    في حاﻻت المرض تتميز الأحلام ببروز قوي وشدة خارقة، وتتميز كذلك بتشابه كبير مع الواقع، قد يكون مجموع اللوحة عجيبا شاذا، ولكن الإطار ومجمل تسلسل التصور يكونان في الوقت نفسه على درجة عالية من المعقولية، ويشتمﻻن على تفاصيل مرهفة جدا، تفاصيل غير متوقعة، تبلغ من حسن المساهمة في كمال المجموع أن الحالم ﻻ يستطيع أن يبتكرها في حالة اليقظة ولو كان فنانا كبيرا مثل بوشكين أو تورجنيف. وهذه اﻷحﻻم، أعني اﻷحﻻم المرضية، تخلف دائما ذكرى باقية، وتحدث أثرا قويا في الجسم المضعضع المهتز المختل

    لئن لم يكن في هذا العالم شيء أصعب من الصدق والصراحة، فلا شيء في العالم أسهل من التملق. فالصدق إذا اندس فيه عشر معشار من الكذب سرعان ما يخالطه نشاز فتقع فضيحة. أما التملق فإنه إذا كان كذبًا من أوله إلى آخره، يظل سارًا وممتعًا، فالشخص يصغي إليه شاعرًا بلذة إن لم تكن لذة سامية فهي لذة على كل حال. ومهما يكن التملق مفضوحا فإن نصف المديح على الأقل ينطلي على الممدوح. يصدق هذا على جميع طبقات الناس في المجتمع. ان في وسعك أن تغوي بالمديح أطهر فتاة فما بالك بغيرها

    في النهاية لا يطهرنا الا الحب و الحب فقط

    لقد بعثهما الحب بعثاً جديدأ، إن قلب كل منهما يفجر في قلب الآخر ينابيع حياة لا تنضب

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    الجريمة، ليبدأ العقاب في الجزء الثاني. عذاب نفسي و بدني للقاتل راسكولنيكوف. عذاب لاحقه حتى قبل أن تتم الجريمة.

    هل يحقّ للإنسان أن يقتل أخيه الإنسان تحت أي ذريعة؟ هل يرتاح القاتل بعد إتمام فعلته؟ و هل القتل هو خطأ مثل غيره يتعلم القاتل منه "درساً" ؟

    هذه الأسئلة و غيرها الكثير طرحها الأديب الروسي دوستويفسكي في جزئي روايته الأشهر "الجريمة والعقاب".

    من خلال قصة مليئة بالتفاصيل و شخصيات كثيرة يحلّل الكاتب غموض النفس البشرية. نفس تتأرجح بين كفتي ميزان: بين الخير و الشر.

    فقد جمع دوستويفسكي في شخصية راسكولنيكوف تناقضات عديدة يمر بها الإنسان في حياته كلّها، لكنّه اختصرها ببضعة أيام. لذلك وجدت هذه الشخصية معقدة و غير طبيعية. و كأنها حياة إنسان و ردات فعله على مواقف شتّى لكنها معروضة بفيديو بثوان قليلة و بشكل مكثّف.

    أمّا المفاجأة فهي النهاية. لم أكن أتوقعها صراحة! ولادة من جديد، وجدتها منطقية.

    بالمختصر المفيد، "الجريمة والعقاب" تحفة أدبية يجب أن تقرأ!

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون