أفكار حول الموت والأزلية
تأليف
لودفيغ فويرباخ
(تأليف)
نبيل فياض
(ترجمة)
الكتاب أحد أهم الأعمال البحثية الفلسفية الألمانية، والذي ظهر عام 1830. في هذا العمل يقدّم فيلسوف الإلحاد المؤنسن دراسة عميقة لمفهومي الموت والأزلية في الديانة المسيحية على وجه التحديد. وكعادته منذ “جوهر المسيحية”، يسعى فويرباخ بكل ما أوتي من إرث معرفي وألمعية فلسفية لاهوتية إلى دحض الأفكار المسيحية.
مع ذلك، فهذا الكتاب أكثر بكثير من إنكار لاعتقاد مسيحي بعينه، اعتقاد هاجمه التنوير الفرنسي لتوه خلال القرن الذي سبق. فقد كان أول نتيجة تُطرح على الملأ لحوار داخلي كان على فويرباخ القيام به من خلال كثير من حياته المهنية مع ممثلين كبار لتقليد الفلسفة الغربية. ومن الكتاب نقرأ: “أفكار حول الموت والأزليّة هو إنكار صريح للاعتقاد المسيحي بالخلود الشخصي، نداء من أجل الإقرار بالنوعية التي لا تنضب للحياة الوحيدة التي لدينا، وهجوم ساخر على مواقف ونفاقيات اللاهوتيين المحترفين في ألمانيا القرن التاسع عشر. لقد زعم محرر العمل أنه أمضى وقتاً صعباً لإقناع المؤلف بالسماح له؛ وكان لتحفّظ المؤلف مبرراته أيضاً، لأنه بسبب الغضب الذي تسبّب به، أصبح هذا الكتاب عقبة رئيسة أمام محاولات لودفيغ فويرباخ للحصول على الأستاذية من إحدى الجامعات الألمانية. وعلى الرغم من ذلك، لم يجد أنّ هذا الاستبعاد مأساوياً على نحو خاص، كان قد مضى عليه يدرّس كمحاضر لمدة سنتين في جامعة إيرلنغن في الوقت الذي ظهر فيه الكتاب، وأثناءها كان احتقاره موجهاً إلى عالم الباحث المحترف بقدر ما هو موجّه إلى عالم اللاهوتي: “ثلاثة أشياء لا أحب أن أكونها: عرّاف عجوز، كاتب هزيل/ في الأكاديمية، وأخيراً تقي”.