ولمّا كان السبق والفضل لأصحاب الرسالة الأوائل في حمل الأمانة ونشر الدين وهداية الأمة، فلا معني أن يكون الحديث مقتصراً فقط علي رجالات الأمة ومشايخها وعلمائها دون ذكر فضل نسائها أصحاب الأثر وحاملي اللواء أيضاً كل في مكانة وبالطريقة التي هداه الله لها.
لم تتوقف مشاركات نساء الأمة علي حفظ العلم عن سيدنا رسول الله وإعالة أهل بيتها وتقوي نفسها بالعبادة وتطبيب الجرحي أو تحفيزهم النفسي والروحي فقط.
فهاكم نسيبة بنت كعب رضي الله عنها والتي خرجت مع الصحابة في موقعة اليمامة الطاحنة تريد الله ورسولة هي وابنها بعد أن فقدت ابنها الآخر!.
كان للنساء حينها باع في الصبر علي البلاء وتأديب الأبناء وتهذيبهم الذي أصبح بعد ذلك من كمال رجولتهم وحسن خلقهم.
كانت عفراء رضي الله عنها من الذين بايعوا سيدنا رسول الله بمني، وبعد زواجين أصبح لديها سبعة من الصبيان خرجوا كلهم في سبيل الله ولم يرجع منهم أحد، فلا قنطت ولا استكانت لغير مراد الله، يمكن أنها مجرد كلمات تُقرأ الآن لكن تخيّل أن تفقد أولادك جميعهم ثم لا يبقي لك أحد منهم!
من في أيامنا هذه يستطيع تحمل هذا الوضع ولو في خيالاته!.
ولا يجوز الكلام عن الصحابيات دون التأمل في أحوال أمهات المؤمنين زوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أمنا عائشة من أهل الإيثار والكرم، تغدق علي الفقراء وأهل الصفة وتخرج كل ما في بيتها إرضاءاً لله سبحانه وتعالي، كيف لا وهي من بيت الكريم الذي أتي بماله كله لسيدنا رسول الله، وحينما سأله سيدنا النبي ماذا تركت لأهلك؟ قال تركت لهم الله ورسولة، رضي الله عن أمنا عائشه وعن سيدنا أبي بكر.
الكثير من المواقف والعِظات والعبر والمنازل والبركات تتابع الكاتب في ذكرها عن مناقب الصحابيات وفضلهم وما ساهموا به في تاريخ الدين والدعوة، كل حكاية وقصة هي رسالة وعبرة يمكن أن يهتدي بها أصحاب الحال الذي لم يعد يستقيم منذ ولّي زمان الصحابة وأعطانا ظهره ومضي.