#قراءات_٢٠٢٢
#كقطة_تعبر_الطريق
#حاتم_حافظ
#قراءات_ابجد
بين من اختار الغياب لأنه ملّ من حياته المرهفة ولم يرد ان تنتهي حياته كصورة على جدار الاستديو الذي يعمل فيه وبين من فرض الغياب عليها لأن بلدها قد دمر بسبب حرب عبثية لم تحترم حتى قبور الموتى، علاقة مليئة بالغضب وبالتساؤلات المفتوحة على احتمالات كثيرة. علاقة حب(ربما) بين ميشيل الفرنسي وعالية الام العزباء السورية وبينهما ليلي الطفلة التي تتسائل بكل براءة الطفولة من اين هي ولماذا ليس لها أب ككل الأطفال ورغم ذلك يحزنها انها قد تكبر وتصبح شريرة او غاضبة مثل امها.
بين قطط لها الخيار بعبور الطريق وبين قطط فرض عليها عبور الطريق تدور احداث الرواية.
رواية انسانية زاخرة بالعواطف والتساؤلات الوجدانية ولا يمكنك كقارىء ان لا تتورط بكل إحساسك مع اشخاصها بدءً بعاليه وميشيل وليلي مرورا باولغا وباها، نعمة وسهيلة وغيرهم من الاشخاص الثانوية والتي رغم ذلك تركت بقصتها بصمة على العمل ككل وزادت من عمقه.
رواية عن الحرب السورية وعن مهاجرين عرب واجانب الى فرنسا كتبت بقلم لم يشهد ويلات الحرب السورية ولكن كتب عنها بحرفية عالية حتى انه اصطحبنا بشوارع دمشق وحلب وحتى الى ضفاف بردى، ونقل الينا ما اعتمل بصدر بطلته بسببها وحنينها لبلدها ومعاناتها بالبعد عنه.
كقطة تعبر الطريق، رواية تتركك على رصيف الطريق تنتظر او لنقل تتكهن بما حدث لأشخاصها بعد ان عبروا الطريق، وتترك فيك اثرا لا ينتهي بعد ان تنتهي من قراءتها.
من الرواية:
"فأن تغضب معناها أنك ما زلت محتفظًا بأمل ما. يمكنك حين تغضب أن تقاتل.. أن تقتل.. أن تدفع الآخرين لقتلك.. أن تحطم كل شيء كي لا يحتفظ أعداؤك بمواقعهم.. لكنك حين تيأس.. تستسلم.. تتوقف عن فعل أي شيء. حتى الغضب لا يكون ممكناً. الغضب قرين الأمل. أمل في ان شيئاً ما يمكنه ان يتغير ويتبدل."