أليس والكاهن
تأليف
إسماعيل الأمين
(تأليف)
حين تهادت اللؤلؤة السوداء فوق مياه شرق المتوسط الرائقة مثل الزيت، تدفعها رياح هادئة ترجرج أشرعتها الكتانية العالية والعريضة شعرت أليس بطمأنينة عميقة لم تشعر بها في أي من سفن رحلاتها السابقة حين كان يتعين عليها أن تقلص جسدها إلى الحد الأدنى وسط الغرباء من مسافرين وبحارة. والآن لم يكن عليها ما كانت تحرص على تذكره في السفن الأخرى: حكمة نسيت أين قرأتها أو سمعتها ومفادها أن بين الذئاب يتعين عليك العواء، أو، على الأقل ، التظاهر بالعواء. وما لا يجوز فعله بين الذئاب هو الثغاء.
هي الآن مع حبيبها المقدام أنياس والدليل البحري البحار المخضرم هميلكون، وبالطبع جنَّات الكاهن والطبيب والفلكي والمؤرخ والفيلسوف والعالم بكل شيء. صعدت إلى سطح السفينة في تلك الليلة المقمرة وكان هميلكون يشير إلى نجم الشمال الذي عُرف في اليونان وغيرها، وفق معلومات جنات، بالنجم الفينيقي.