اقتباسات من رواية ست زوايا للصلاة

وهناك في بيت نيّء مظلم، تمسك الجدة سكينًا، بينما تقف صغيرتها الخائبة في الركن، تخاف أن تذبح بطة سوداء وضعت الفول المبلول في حلقها على مدار شهر.

نفَّ وبصق وتمضمض بماء الزير غسل وجهه وذراعيه ثم التقط المطوة والكشاف وهرع إلى الخارج أين الدم، من أين جاء، أضاء بالكشاف شرق الكشك وغربه، وغدا يفتش في كل مكان، إلى أن وجد على مقربة من النافذة ذراعًا مبتورة، ..

في المسجد، ارتفع صوت المؤذن ليجمع الناس في الجرن الكبير، فهرع الجميع وبأيديهم الفؤوس والسكاكين. لا يعرفون كيف النجاة. الشباب يقترحون المواجهة، والشيوخ يفضلون الهرب. اقترح أحد الشباب حفر خندق عميق، يحميهم من شر هذا الثعبان، هنا تدخلت. اقترحت..

والعجوز دَوَّادة بدوية تتطوح مع صوت الشيخ ياسين التهامي:

‫ "قَوْلِ المُبَشِّرِ بعد اليأس بالفرَجِ

‫ لكَ البِشارةُ فاخْلَعْ ما عليكَ.

"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ، الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ، الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ، نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ، يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ"،