رواية "اسمي فاطمة"
كان لي أكثر من تجربة للكاتب "عمرو علي العادلي" وآخرها كانت "المرأة الزجاجية" والتي أبدع الكاتب فيها وأعجبتني جداً رغم السمة الحزينة التي حاوطتها!
في هذه الرواية والتي بدأت بمشهد درامي قوي لوصف مشاعر البطلة حين ادخلوها إلى قفص الاتهام في المحكمة لمناقشة قضيتها - وكيف رأت الناس من حولها: الحضور والقضاة والشهود!
اللغة عربية فصحى سرداً وحواراً - وأشيد هنا بقوة الكلمات والتعبيرات واللفتات الصغيرة التي يضعها الكاتب لتجعلنا نشعر أكثر بالموقف الذي يمر به أبطال روايته! فانظروا مثلاً كيف رأت البطلة القضاة وهيئة المستشارين من مكانها خلف القضبان :"دق أحد الجالسين على المنصة بدقماق خشبي فجلس الحضور وخفَّتْ الجلبة، فتح بعض الجالسين بجواره أوراقًا وقالوا كلامًا، سعلوا وعطسوا وشربوا من زجاجات مياه نظيفة أمامهم"
الفصل الذي تزوجت فيه فاطمة من خالد ووصف اليوم الأول ومشاعر فاطمة كان مكتوب ببراعة شديدة!
القصة نفسية وقد جعل الكاتب البطلة تتحدث بما في نفسها ولا أدري كقاريء إن كانت ما تراه حقيقة أم خيال! وقد ارتبكت مرات عديدة حتى أنني حتى الآن لا استطيع إن أجزم إن كانت ما تراه أو تحكيه قد حدث بالفعل!
النهاية لم تعجبني وكأنها اقتطعت ولم تشفي غليلي من الأحداث!
اقتباسات
"أكلتْ حروف اللغة عافية أبي وبددت بصره، تنازلت نصف أسنانه عن لثتها، وتركت المهمة لذرية ضعاف لا تستطيع قضم البقسماط، لبس نظارة وأقلع عن وضع الفازلين على شعره الذي وقع هو الآخر كأسنانه، أصبح يليق عليه لقب «رجل كبير» قبل أن يبلغ الأربعين"
"بعد أن خرجتُ إليهم بكئوس الشربات تغيَّرت نظرتي للحياة، فقد كنتُ حتى الدقائق القليلة الفائتة بنتا عادية، ولكني الآن أصبحتُ عروسًا."
"إحساس غامض يشدني لألتصق بالمرآة، أتمنى أن تصبح كل الأشياء من حولي مرايا، الشجر والأرض والناس، لأعرف التغيرات التي تطرأ عليّ بشكل مستمر، لا أشعر بأنني أُشبِه الناس في شيء، أرى أمام المرآة صورتي تعكس كل الرؤى والألوان والروائح المأخوذة من نفسي، ثم تعطيها لي على هيئة ناس وأحداث وزمن يمر"
"في بلادنا لا نتكلم، لا نود أن نتكلم، لا نحب أن نتكلم، وأحيانًا، نخاف من أن نتكلَّم"
"في المدينة، كانت الشقة المقابلة تعتبر بديلًا عن قريتي كلها، إذ لم يكن مسموحا بأن يتعرف أحد على جيران من عمائر أخرى، فهذا التباسط هُنا مثير للشك والريبة، ويستدعي أسئلة غريبة لا إجابات لها تقريباً"
"كل الناس تعمل الجرس داخل الشقَّة، والزر يكون بالخارج. صح؟ أنا عملت العكس. الجرس خارج الشقَّة، والزر بالداخل. وليس زرًّا واحدًا. لا. في كل حجرة زر للجرس. قُلت لنفسي: لو جاءتني نوبة مَرَضيَّة من تلك التي تسلب الأرواح، فمَن ذا الذي سيأخذ باله مِنِّي؟ لو داهمني شيء خطير فسوف أمدّ يدي إلى أقرب زر وأرن الجرس، وعندما يسمعني الناس يكسرون الباب لينقذوني "
استمعت إليها على تطبيق "إقرألي"
#فريديات