وقفت أمام عنوان هذا الكتاب كثيرا قبل أن أقرأه، و ما كنت أظن أني سأقرأه لولا لقاء جمعني بالكاتب في قيادة المنطقة المركزية العسكرية و صراحة سحرت من ذكاء و حنكة الرجل و أدركت أن جعبته بها الكثير و المثير فقررت أن أقرأ له.
من السطور الأولى ستدرك أنك أسير الكتاب و أنك أنت الذي بحوزته لا العكس و لن تغلق الكتاب حتى تصل للبر الثاني من الغلاف.
"لم يسبق لليأس أن فاز بأي معركة" بهذا الإستهلال الرائع يرحب بك أحمد المسلماني على ضفاف كتابه المتدفق من سماء المعرفة ، ثم يجرك على وجهك ليغسلك من الغفلة و الجهل و يزيل عنك تراب الدونية و يمسح بكلماته على رأسك مرارا ليفك لك "عقدة الخواجة"
المسلماني مفكر كبير لا شك و فيلسوف رزين بلا مبالغة، يقدم روشتة مختصرة و نافعة و خطة محكمة تنقلنا من الوحل و الظلام و الصف الثالث لنكون في المقدمة كما كنا.
المسلماني جريئ هاجم بشراسة صناع الفشل و أحرق بكلماته مصانع إعادة تدويره و أحرج بهدوء شديد صناع الكلمة و الصورة
و صراحة وجه لهم تهمة افساد العقول و المشاركة في تشويه صورة المجتمع.
و السؤال الذي جال بذهني و أنا أقرأ... لصالح من كنا نعمل؟
و سؤال آخر... لماذا لا نقرأ؟
في النهاية الكاتب أديب بارع يعرف كيف يوظف كلماته، أسلوبه ساحر و شيق رغم ثقل العناوين
اتمنى أن يقرأه كل مسئول في بلادي