اقتباسات من كتاب الشغف

الأمر يتطلب شجاعةً للعيش بشغفٍ. عندما تختار أن تعيش بشغفٍ، ستفتح نفسك بالكامل لكل لحظةٍ وكل موقفٍ. ستعطي كل شيءٍ. لن تحتفظ بشيءٍ.

⁠‫هذا النوع من الشجاعة ليس كالشجاعة التي تتطلبها للتنزه لأميالٍ في الغابة أو القفز من طائرةٍ بواسطة مظلةٍ على ظهرك، أو التزلج على جبلٍ شديد الانحدار. هذه الإنجازات كلها تتطلب قوةً جسديةً وشجاعةً جسديةً. من ناحيةٍ أخرى، إن الشجاعة لتكون شغوفًا لا تتولد من الثقة بقوة جسدك – إنها تتولد من قوة روحك.

لا تنتظر ليعثر عليك شغفك.

‫اخلق حقلاً خصبًا ينمو فيه

‫شغفٌ حقيقيٌّ بسهولةٍ.

‫التزم بشكلٍ كاملٍ وبصدقٍ

‫بقدر ما تستطيع تجاه علاقتك.

‫إن قوة التزامك ستُغذي بذور الشغف

‫وتخوّلها أن تتفتح في قلبك.

كلنا نعرف ماذا يعني الشعور بشغفٍ جسدي حيال شخصٍ ما وما هو هذا الشعور. ولهذا السبب، نعتبر عادةً الشعف إحساسًا. إذًا، ماذا يعني أن تشعر بشغفٍ عاطفي تجاه أحدهم؟ يكمن مركز الشغف العاطفي في القلب، وليس في الأعضاء التناسلية. فهو لا يقوم على الغرام أو الكيمياء أو الرغبة. بل يقوم على الإدراك العميق للحب في شخصٍ آخر، الحب الذي يكمن فيك.

احترم نار الشغف، نار الحب. افهم أنه من أجل ابقائها على قيد الحياة، تحتاج إلى أن تُكرَّم وإلى الاهتمام وإلى الإشعال بكل دأبٍ ممكنٍ، كما تُشعل النار التي أوقدتها في الغابة لتبقيك دافئًا وآمنًا من الأذى. أطعِم نار حبّك بالرأفة والتواصل والتقدير والامتنان، عندئذٍ، ستستمر بالتوقّد بقوةٍ وتوهجٍ من أجلك.

فيشعر عقلك بالشغف تجاه عقله.

‫ويشعر قلبك بالشغف تجاه قلبه.

‫وتشعر روحك بالشغف تجاه روحه.

‫وتهتز كل خليةٍ في جسدك

‫بشغفٍ من أجل حبيبك.

‫هذا هو شغف الإخلاص.

إن الشغف الحقيقي ليس مرتبطًا بالجسد، وليس مقيدًا بما نشعر به في بعض أجزاء جسدنا. إذ يتجاوز مصدره الشكل، ويتجسد في ما لا شكل له، في غرفة القلب السرية.

أنت تشعر بشغفٍ تجاه شخصية شريكك، وتشعر بشغفٍ تجاه شخصيته، وتشعر بشغفٍ تجاه عقله، وتشعر بشغفٍ تجاه روحه. وبعكس الشغف الجسدي الذي يتولّد من الحاجة، ينبثق الشغف العاطفي من الصدى الذي لا لبس فيه والذي تشعر به مع حبيبك.

لا يمكن للعلاقة الحميمية أن تحيا مع مرور الوقت بالشغف الجسدي فحسب. إذ لا يجب أن يتواجد الرابط القوي بين الجسدين فحسب، بل بين قلبي المُحبَّين أيضًا. فهذا الرابط بالكاد يتجاوز الانجذاب الجنسي. هو رابطٌ من الشغف العاطفي بينك وبين حبيبك.

يسيء الكثير من الناس فهم المعنى الحقيقي للخضوع. الأمر لا يشبه الاستسلام أو التخلي عن قوتك أو خسارة شيءٍ غالٍ بالنسبة إليك كالخضوع في معركةٍ. فالخضوع يعني أن تُبعِد غرورك المحدود من الطريق وتتوافق مع قوةٍ أقوى من إرادتك. عندما تخضع، أنت تتخلى عمّا يُبقيك بعنادٍ حيثما أنت الآن، وتتدفق مع تيار نهر الحياة الذي يريد أن يأخذك إلى مكانٍ أروع

إذًا ما هو مصدر عدم اكتراثنا؟ في الغالب، إنه الخوف – الخوف من الألم ومن الخسارة ومن الإفراط بالشعور.

يولد الشغف من الالتزام. عندما تلتزم بأمرٍ ما، سواء بحلمٍ أو مسألةٍ أو علاقةٍ، ستشعر بالشغف تجاهه. وكلما تعمّق التزامك، أمسى شغفك أقوى.

نحن ننجذب للأشخاص الذين

‫يشعون شغفًا

‫ويعيشون بشغفٍ

‫ويتنفسون بشغفٍ.

‫شغفك هو قوّتك الحقيقية.

‫كلّما اكتشفت شغفك للحياة

‫وعبّرت عنه،

‫لن يتمكن الآخرون من مقاومتك

أدِر وعيك للداخل. إذ لن تحظى بالرضا إلا من شغفك. فشغفك هو الوحيد الذي لا يمكن سرقته منك. وشغفك هو الوحيد الذي بإمكانه أن يُشعرك بأنك حيٌّ فعلاً في كل لحظةٍ كل يومٍ.

لا خطأ في تقدير الأشخاص أو الأحداث الممتعة التي تُشعل شغفنا. لكن المشكلة تكمن عندما لا نعيش شغفًا كافيًا في حياتنا، بل نجرّب أن نشعر بالنشوة من خلال شغف الآخرين

إن التعطش للشغف أمرٌ عموميٌّ. إذ يتوق جزءٌ ما في طبيعتنا الإنسانية إلى تجربة التشرب العاطفي التام، تلك اللحظة عندما ننجرف ونتحرر أخيرًا من قواعدنا اليومية وقيودنا والروتين.

إن القلب الحقيقي الذي أنا في صدد التكلم عنه، ليس في جسدك. بل هو حالةٌ تدخل فيها عندما تريد أن تحب وتُحَبّ.

يتخطى الشغفُ الحدود ولا يوقفه حدٌّ ولا نهايةٌ. فهو يزدهر بسبب المجهول ويتغذى من الحركة والتغيير ويعشق التحرر.

مهما تكون،

‫ومهما أمضيت من وقتٍ،

‫أنت لديك كل يومٍ عشرات الفرص

‫لإحداث فرقٍ في حياة الناس من حولك

‫الذين تعرفهم

‫والذين لا تعرفهم.

‫كيف؟

‫من خلال السماح لشغفك الطبيعي للحياة

‫بالتعبير عن نفسه

‫من خلال كلماتك وعينيك وتصرفاتك

‫وحتى من خلال لغة القلب الصامتة.

‫شغفك يعمل كدعوةٍ للآخرين،

‫مشيرًا إلى شغفهم

انظر بشغفٍ إلى الناحية الجيدة

‫في كل شخصٍ.

‫إذا نظرتَ، ستجدها.

‫ثم، لن يهمّ إذا أمضيت معه

‫عشرين دقيقةً أو عشرين سنةً.

‫إن الوقت الذي تشاركه سيكون

‫وقت حبٍّ، لأنك بحثت عن الحب،

‫ولأنك وجدت الحب.

فالبحث المستمر عمّا لا يناسبك حيال شريكٍ محتملٍ لا يُفسح المجال لأن ينمو الالتزام ويُزهر الشغف.