"أضحت الوحدة أكثر من كونها كوخاً في الغابة، تُشبيه بيت المرايا، حيثما نظرت أجد انعكاساً لصورتي، مشوهة، غريبة، ومكررة مرات نهائية. كان يُمكنني التحرر من كُل شيء – إلا منها. لهذا، وأنا مُمدد على تلك الصخرة، أعلنت فشل مُغامرتي."
كتاب "فتى الجبل" هي سيرة ذاتية بشكل روائي للكاتب الإيطالي "باولو كونتيني"، ومن أعماله السابقة روايته الأكثر شهرة "الجبال الثمانية".
في أحد أيام حياته، وجد نفسه لا يستطيع كتابة شيء، فاتجه إلى الحل الأمثل لكي تُجمع شتات روحك وعقلك، اتجه إلى العزلة، في أحد الجبال وطُرقاتها، والتنقل من قرية إلى أخرى، أو حتى منطقة. لربما يجد شيئاً أو يتغير بداخله شيء على الأٌقل. فنجد اليوميات أو الفصول عبارة عن رصد لما مر به، وملحوظاته الدقيقة عن كُل شيء.
وكان هذا فقط، ما يدور في الرواية! لا أحداث هامة أو مصيرية مثلاً، لا سيرة ذاتية جذابة، ولا أي شيء، رتابة وملل وبعد الملحوظات عن الحيوانات والنباتات وطريقة الأكل، إلخ إلخ، وكانوا بطريقة عادية، لا يوجد فيها أي شيء مُبهر على الإطلاق.
أعتقد أن الكاتب عندما توجه إلى الجبال كان يعتقد أنه سيكتب رواية رائعة أو سيرة جذابة، ولكن غايته فشلت، فقال ولما لا أنشره على أي حال في كتاب؟ وكان هذا هو الكتاب!
تجربة سيئة، لم تُرضيني، ولكن سأحاول مع الكاتب مرة أخرى في روايته الأكثر شهرة، "الجبال الثمانية".