مراجعات كتاب ربما عليك أن تكلم أحداً

‏أعيش حالة مماطلة مع الكتب خاصة الغير روائية، والأمر اختلف مع هذا الكتاب، انتهى بلمح البصر !‏

طريقة الطرح والتنقل بين القصص، وربط الأحداث والذكريات بالمواقف... كُلها أشياء خلقت كاريزما مختلفة في الكتاب، ورُغم بساطة السرد، إلا أن الكتاب يعالج عدة قضايا بطريقة واقعية وفيها الكثير من التقارب مع ذواتنا.‏

الطب النفسي ليس بالعصا السحرية التي تضرب بها فتُشفى، والحُب ليس بالدرب الوحيد الذي تسلكه فتسعد، أما نحن ففينا الكثير من العيوب التي لا نراها إلا إن كُنا ضحية أحدهم وبدأنا نتباكى مما وقع علينا من ظُلم متناسين كل تلك المرات التي خذلنا وظلمنا فيها من نحب سواء أَكُنا ندري أو لا ندري!

كتاب يتوغل بكل عفوية وصدق في حيوات الكثير ممن نعرف من حولنا وليس فقط شحصيات هذا الكتاب ، التقاط الفريد النقي العميق من بواطن النفوس ، هو شئ يضع اليد على الجرح بشكل دقيق جدا ، مما يجعل عملية العلاج والتجاوب من المريض بتلك السلاسة الحذرة بين الطرفين لتلك في النهاية للهدف ، اعتقد هذا ما اجادته المعالجة بحق ، من خلال نماذجها التي طرحتها.

حتى نُكمل قرأته سنقيمه تقيماً نهائياً .

"ربما عليك أن تكلم أحدًا"

الكاتبة : لوري غوتليب

الصفحات : ٤٠٠ صفحة

التصنيف : علم نفس.

من أنت؟ ماذا تريد؟ كيف تتعامل مع مصاعب الحياة ومشاكلها؟ وعلى رأسهم نفسك التي بين جنبيك؟

في رائعة أشبه بالرواية منها إلى الكتاب تحكي لنا المعالجة النفسية لوري غوتليب قصة أربعة من البشر عبر صراعهم في الحياة:

جولي الشابة المصابة بالسرطان وتسعى لتجعل آخر أيامها حافلة بالحياة والذكرى.

جون الشخصية البغيضة الذي يظن كل من حوله أغبياء لنكتشف في نهاية الكتاب سبب هذا.

رينا سيدة في آواخر العمر تفكر في الانتحار لأنها تشعر أن حياتها ضاعت هباءً.

وأخيرًا قصة لوري الكاتبة نفسها مع قصة انفصال مؤلمة مرت بها وكشفت عن أزمات أكثر عمقاً لديها.

على مدار فصول الكتاب تتنقل لوري بين القصص الأربع بشكل شديد السلاسة مع كبسولات عن النفس البشرية ومتاهاتها المعقدة.

تفشل لوري في التعامل مع قلقها بنفسها لذا تذهب إلى معالج نفسي كي تتحدث معه وتبث مخاوفها الأكثر ظلامًا.

تختبر في هذا الكتاب شعور المعالج الذي بدوره يتعرض للعلاج لنغوص في أعماق النفس وكراهيتها للتغير حتى لو كان تغيير ما يؤذيها ، وتصحيح الكثير من المفاهيم حول العلاج النفسي وأنه لا يمتلك الإجابات بقدر ما ينير لكل شخص طريقه لفهم نفسه وعلاقته وطريقة تعامله مع الحياة.

كمان تختبر بنفس الدرجة شعور الشخص الذي يخضع للجلسات وفي هذا شئ مثير إذ تتوق لمعرفة مالذي يجري في الأبواب المغلقة وفي هذا العالم الرهيب الذي تسوده صور نمطية كثيرة عن شيزلونج وفرويد يجلس يدخن البايب ويسجل ملاحظاته ، هل هذا الكلام سليم حقًا؟

الكتاب غاية في الثراء وهو على عكس المتوقع يبتعد تماماً عن التحدث عن الأمراض أو المصطلحات الطبية أو الأدوية وخلافه بقدر ما يركز على التجربة الإنسانية بثرائها تارة وإحباطاتها تارات أخرى.

وأثناء الحكي كذلك تعرج الكاتبة على ما يفعله البشر في حياتهم واختلاف ردة أفعالهم وتراوحها بين التجنب والهروب أو التأقلم و حتى الإنكار.

ومحاولات التواصل بشكل أكثر سلامًا مع أنفسنا.

رغم أن الكتاب صُنف من الأفضل مبيعًا وهذه الكتب عادة ما يغلب عليها السطحية إلا أن الكتاب ابتعد تمامًا عن الابتذال.

بعض الاقتباسات العشوائية:

❞ لا تنبع السعادة من كيفيّة صيرورة الأمور على نحو جيّد، لكن ممّا إذا كانت الأمور تجري على نحو أفضل من المتوقّع ❝

❞ لكن كثيرين يأتون إلى العلاج سعيًا وراء ختام ساعديني على ألّا أشعر لكن ما يكتشفونه في نهاية المطاف هو أنّه لا يسعك أن تكتم انفعالًا أو شعورًا واحدًا من غير أن تكتم المشاعر الأخرى تريد أن تكتم الألم؟ ستكتم الفرح أيضاً.❝

❞ يماطل الناس أو يعيثون فسادًا بأنفسهم كطريقة لإبعاد شبح التغيير عنهم -حتى لو كان تغييرًا إيجابيًا- لأنّهم يتردّدون في التخلّي عن أمر ما من دون معرفة ما الذي سيحصلون عليه في المقابل. ❝

‏❞ المفارقة في التخريب الذاتي كشكل من أشكال السيطرة. إذا أفسدت حياتي، أستطيع أن أهندس وفاتي بدل أن أتركها تباغتني. إذا بقيت في علاقة فاشلة، إذا أفسدت مسيرتي المهنيّة، إذا اختبأت في الخوف بدل مواجهة ما ليس على ما يرام في جسدي، أستطيع أن أخلق موتًا حيًّا - لكنّه موت أصوّب فيه الطلقات بنفسي. ❝

كتاب ممتاز ويُنصح به.

‏

رُبما عليكَ أن تُكلم أحداً..

يُمكنني وصفه -ولو بشكل شخصيّ- بأنَّه بمثابة وصفَة علاجيَّة، أو نورٌ سطَع على ظُلمة كنتُ أغرقُ فيها جهلاً فسلطت ضوءاً عليها حتى فهمتها.

في الوقت الذي كنتُ فيه حبيسَة ظلام يحيط بي فأرفع يدي فلا أكادُ أراها، ثم تحولت لخدرٍ كامل فلا أدري أرفعتها أم فقدتها.. وأنا في خضم هذا الخدر الذي لا أفهمه.. الذي جعلني حبيسته لفترة من الزمن فلا أكتب، ولا استمع، ولا أشاهد حتى... أو أفكرَ بشيء..

مددتُ يدي فكانَ أولُ ما تلمسته.. فكان بمثابة أول حبَّة دواء ألتقطها..

.

.

ستجد ضالتك في هذا الكتاب إن كنتَ تبحث عن فهم لتساؤلاتكَ حولَ شعورَك، أو غضبك، أو ذلك الحزنَ الذي يتملكك.. فربما لا يُقدم لك علاجاً ناجعاً بقدر ما يغوصُ في دهاليزك وينيرها فيستعرضها أمامك.. فتشعرُ تارةً بالخجل، وتارةً تُلاحق الكلمات لتصلَ معها لنهاية مسارها.

كتابٌ يستعرضُ بجُرأة المشاكل، والقصص، ويدخل في النفس البشريَّة فيظهر حالتها الإنسانية بكل صدقها، وحزنها، وتناقضها، وشعورها، والألم الذي تكتسي به. ويحيكها لك بكل عطف ولين.

ربما عليك أن تكلم أحداً، يعلمكَ عن الوجه الآخر، العاطفة للمعالج النفسيّ. فيجول بينَ حياة الطبيبة النفسية ومشاهداتها وأفكارها، وبين حياة مرضاها وقصصهم وتساؤلاتهم..

لوري غوتليب مُدهشَة..

الكتاب من احمل الكتب التي قرأتها و هو كما تقول المؤلفة ستجد نفسك في احدى شخصياته او كلها.

سيتيح لك هذا ان تقترب من نفسك، ان تعرفها اكثر، تحبها او تشفق عليها سيحدث هذا حين تتفهمها. يمكنك اعتبار قرأته رحلة و لكني اعتبره تجربة!

روايه بسيطه لكنها رائعه جدًا

ستجد نفسك غارق بين الشخصيات

يحزني ان انتهي منها بعد التعلق بكل شخص بها وإعتبارهم فرد من العائله

مناسبه للمبتدئين

انصح بها👍🏼

القراءة الثانية لهذا الكتاب.. المفضل لديّ.

لم أتأثر وأذرف دمعًا لشخصية في كتاب قرأته، مثلما حدث مع (جولي).

سأفتقدها أيضًا.. مثلما افتقدت هي الحياة.

انتهيت من قراءة الكتاب خلال اقل من أسبوعين ، كتاب يأخذك إلى فهم النفس البشرية بطريقة عجيبة ..

انه غوص في أعمق افكار ومشاعر البشر

رائع

من الكُتب المفضلة عندي