اقتباسات من كتاب الوجود والعزاء

تكمن آفة الانتظار في أنه يختزل الزمن في بُعدٍ واحد، ألا وهو الامتداد، وبذلك النحو فإنه يحرم الانسان من العيش بالعرض والعمق والارتفاع، بمعنى يحرمه من كثافة اللحظات اللامتناهية في الصغر والتي تؤلّف متتالية الزمن، وتمثل الحياة الفعلية.

وليس الأمل في آخر المطاف سوى انتظار ما لا يتوقّف علينا.

‫ لماذا نحتاج إلى الحكمة إذًا؟

‫ نحتاج إلى الحكمة لأن طريق العلم طويل، وانتصاراته جزئية، وسيبقى المستقبل لأمد طويل جدًا محفوفًا بكثير من صعوبات التوقّع، انعدام اليقين، وعدم الأمان.

أومن بالحياة إيمانًا هادئًا بقدر ما هو عميق، غير أني أومن أيضًا بأن الآمال الكاذبة، مهما بدت مغرية، جميلة، جذّابة، رحيمة، ونحو ذلك، إلا أنها في النهاية تدمّر القدرة على الحياة.

‫ حين نتمثّل العيش باعتباره نجاة، حين نتمرّن على اعتبار كل لحظة من لحظات الحياة بمثابة نجاة، حينها سنمتلك فرصة سانحة لأجل التعامل مع لحظات الحياة على نحو احتفالي يجعل الحياة في النهاية جديرة بالحياة ‫ جميعنا ناجون كما يقول دريدا.

لكن يكفي أن تسلم الذات من داء التذمّر اللعين حتى تصبح كل وجبة عائلية بسيطة بمثابة احتفال مصغر بنجاة مؤقتة، في انتظار معركة اليوم الموالي.

الإنسان هو الكائن الأكثر تهديدًا لذاته؛ إنه الكائن الوحيد المعرّض للإدمان بكل أنواعه، للانتحار بكل أشكاله، وللجنون بكل تجلياته.

إن أسوأ المعاناة التي تفاقمت على الدوام هي تلك التي اعتقدت بأنها تمثل المعاناة الأخيرة

لا شيء يبرّر شقاء الإنسان طالما الشقاء شرٌّ في ذاته وفي كل أحواله

⁠‫الكاهن يبرِّر الشر، والعالِم يفسّره. لذلك ستكون معركة دفع الشر هي معركة العلم بالأساس👏

فلا يبقى الشخص هو هو إلّا في حدود الأثر الباقي في ذاكرته وذاكرة الآخرين، وهو الأثر الذي يخفتُ مع مرور الزمن

لا شيء يدفع الإنسان إلى أن يقاتل بشراسة غير اليقين بأن القتال لن يطول

الأهم من الحقيقة هو القدرة على التفكير، والأهم من معنى الحياة هو القدرة على الحياة