اقتباسات من كتاب حدثتني روحي

وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد.

لا أجد خاتمة أجمل من الشكر والإمتنان لك أيه القارئ العزيز، فلولا وجودك واقتناءك لهذا الكتاب لما أصبح له صدى ومعنى، إن وجدت فـيه ما نال إعجابك فشارك به الآخرين ولا تحرمني ووالدي من دعوة صادقة، وإن رأيت فـيه ما يستحق النقد و العتاب...

(من بين جميع الأشياء التي تمنحها الحكمة لتساعد المرء على عيش حياة كاملة مليئة بالسعادة، يعتبر امتلاك الأصدقاء أعظمها على الإطلاق)

نتسابق لدورات فن الإتيكيت واللباقة قبل أن نوجد النظرة الجمالية والرقي (حقيقتنا) نمني أنفسنا بالنجاح والحياة العظيمة قبل أن نسترد كنز الفردانية (حقيقتنا) نمني أنفسنا بالعيش الطيب ومعرفة سبله قبل أن نصنع ذاتنا الحقيقية لا الذات التي جعلنا المجتمع وتربيتنا نتقمصها.

بدأنا بتطوير الذات قبل أن نصنع ونوجد الذات) ‫ نسعى لبناء العلاقات الحميمة قبل أن نوجد الحب والتسامح (حقيقتنا) نسعى للغنى والثروة قبل أن نعيد شعور الوفرة وأن هناك ما يكفـي الجميع (حقيقتنا) نسعى لإدارة الغضب والانفعالات قبل أن نستعيد طهرنا.

ورأيت وسمعت كغيري حال كثير ممن إدعى الوفاء والأمانة لعشيره وهو خائن، ومن إدعى أنه الناصح الأمين، وفـي الواقع أنه ليس إلا مجرد حاسد، أراد أن يتذاكى فغلف حسده بغلاف النصيحة والفضيلة، وفـي مجتمعنا - المبارك - صور عدة وأشكال كثيرة للكذب.

تلك الحماسة للدين ليست دائمة، فـ كثير منهم بمجرد مغادرة حدود بلادي العامرة تظهر حقيقة شخصياتهم الشهوانية، وأفكارهم الشيطانية، وتغيب تلك الحماسة العشوائية، وتولي مدبرة تلك الغيرة الزائفة، وتتطاير تلك الأقنعة الكاذبة، وحينما يحل موعد العودة تعود حليمة لعادتها القديمة .

(وإنا لله وإنا إليه راجعون) ‫ إن البساطة وعدم التكلف لا تعني أن نظهر بمظهر الحمقى فـي مواقع التواصل، وأن نشارك الآخرين أدق تفاصيل تفاصيل حياتنا، والمثالية المشؤومة تتمثل فـي سعينا الدؤوب لأن نظهر واقعنا وحياتنا بمظهر أجمل وأرقى مما هي عليه.

(اللاعب يعرف قواعد اللعبة أما الفـيلسوف فهو يبتكر ويوجد القواعد).

‫ إن الفلسفة والانغماس فـي معناها العظيم فـيه تحقيق لما أمرنا مولانا وخالقنا به، والفـيلسوف هو خير من امتثل أمر ربه فكان نعم الخليفة له فـي أرضه،

مع العلم فاسلك حيث ما سلك العلم ‫ وعنه فكاشف به كل من عنده فهم ‫ ففـيه جلاء القلوب من العمى ‫ وعون على الدين الذي أمره حتم ‫ فإني رأيت الجهل يزري بأهله ‫ وذو العلم فـي الأقوام يرفعه العلم يعد كبير القوم و هو صغيرهم.

ويكفـي العلم شرفًا «كما يقول ابن القيم»: ‫ أن المولى أمر نبيّه أن يسأله المزيد منه وذلك فـي قوله: ‫ (وقل رب زدني علما) ‫ وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على عظمة العلم وأهميته وأن طلبه رحلته لا وقت محدد له.

واحفظ لسانك واحتفظ من غيه

‫ حتى يكون كأنه مسجون

‫وكل فؤادك باللسان وقل له:

‫إن الكلام عليكما موزون

‫فزناه، وليكن محكماً فـي قلة

‫ إن البلاغة فـي القليل تكون.

إن التعالم وحشر الأنف فـي كل حوار يسيء للشخص أكثر مما يحسن، ‏وإن كان فـي التجاهل تسعة أعشار الفطنة، فإن فـي التعالم تسعة أعشارالغباء - كما يقول حمزة السالم-، كما أنه سبب فـي الحرمان من التحصيل، وعامل من عوامل السطحية في الفكر.

إذا كنت تعيش حياتك تقدس المعلمين فستعيش حياةً مؤدلجة تحرمك من الحكمة، إذا كانت أفكارك ومعتقداتك زائفة ومستعارة فستعيش حياة الزيف والوهم وهذا سوف بعدك عن الحكمة.

إعلامنــا وكتّابنــا عليهم أن يبينوا دائمـاً وأبـداً للجـميع عظـم دولـة اسمهــا (المملكـة العربيـة السعوديـة) يحكمها ملك الحزم والعزم – أطال الله عمره - ‫ختامـاً: ‫ يقول الشاعـر الرائـع والمتحدث البارع ‫ علـي الهويرينـي فـي إحدى قصائـده: ‫قولـوا لمــن ذمّ الديـار ‫وعشقـه في غربة الأوطان و الأسفار

يقـول الإمام الماوردي - رحمه الله -:

‫ (القضاء موكلُ بالمنطـق)

‫ والمنطق هو ما نطقــه اللسـان وصدَّقـه واعتـقـده العقـل.

أمرنـا رسولنـا الحكيـم - عليه السلام - بالتفاؤل وحثنا عليـه وبشرنـا بخاتمتـه (تفاءلوا بالخير تجـدوه) ونهانا وحذرنا من التشاؤم وعواقبـه السيئـة والمخزيـة، وترك لنـا مولانـا العظيـم - جـلَّ وعـز - حريـة اختيـار وصنـع واقعنـا وعالمنـا (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء

لو لم يكـن للصبـر من ميـزة إلا قـوله:

‫ (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) لكفَّى ووفَّى.

وعانـت الأمريـن الأمريكية هيليـن كيليـر وقاست أنواع الأمراض فقـد عاشــت صمـاء، بكـماء، عميـاء فـ صبرت وكان نتاج ذلك أن نالت الدكتوراه ورحلت وقد خلفت ثمانية عشـر مؤلفـاً وبقى ذكرها خالداً ‫ وسجـن مانـديلاً ظلمـاً وبهتانــاً لمـدة سبـعٍ وعشرين سنـة فـ صبرℹ

الخوف فطرة فلا تقاوم طبيعتك وأعترف بها وكـن شجاعـاً أن لا تجعلها توقفـك ‫ والإيجابية لا تعنـي عـدم الحـزن، بـل تعني فن التعامل معه – كما يقـول عامل المعرفة الدكتور أحمد العرفـج - وهي كذلك لا تقول لا تخشى التحديات .