اقتباسات من رواية إبرة وكشتبان

لا يدرك المرء هشاشة حياته سوى حين تدركه الأقدار وتخطف منه كل ما يعرفه ويحبّه في هذه الدنيا، بحلوها ومرّها، بمخاوفها وهواجسها، بمخططاتها المستقبلية وأحلامها الآنية.

حزنت لإدراكي أننا كنّا نشوّه أنفسنا ارضاءً للآخرين.

أهم ما علّمتني مهنة الخياطة، بالإضافة إلى الصبر، هو حب متع الحياة البسيطة. أعني تلك المتع التي تأتي من نجاحات لا تذكر ولا تعني شيئًا خارج سياقها اللحظي. تلك النجاحات التي تمر بسرعة البرق لتربط بين ذلك الإنجاز البسيط وبين انبساط عضلة القلب وانفراج الثغر باسمًا وتمدد مقلة العين فرحًا ودهشةً.

حزنت لإدراكي أننا كنّا نشوّه أنفسنا ارضاءً للآخرين

من المحزن أن يتمنى المرء امتلاك قدرات بعيدة عن طبيعته، لكن الأشد بؤسًا هو أن تُطلب منه تلك القدرات كأحد المكوّنات الأساسية لما يعرّف جمال بني جنسه.

أسميتها لغة الضاد لتشكّل عالمًا مضاد. عالمًا تمنّيت أن تنتهي حياتي هنا لأولد فيه من جديد.

هذا الحب كفيل بخلق معانٍ جديدة كل يوم

تعوّدنا في ثقافتنا أن نعطي قيمة كبيرة لـ غرائزنا الجنسية، فنحسبها الدافع الأكبر الذي يقف خلف شكل وتصرّفات الفرد منا.

ما تعلّمته في سنوات عمري الغضة عن بديهيّة اجتماع الإثنين في حياكة الأقمشة لتشكيل نسيج قماشي لا ينتج بأي منهما دون الآخر.

‫ تمامًا كما هو نسيجنا الاجتماعي المتماسك الذي لا يستوي دون تعاون الطوال والقصار معًا.

لم يعد سوى في تلك اللحظات الثمينة حين يزورني في أحلامي أو في تلك الذكريات التي باتت لا تفارقني.

كنت أعرف ما يدور بعقلها، فأنا وهي نحمل بوصلتين أخلاقيتين مختلفتين. كلّ منّا واعية لبوصلة الأخرى وغير راضية عنها. نتعمّد التغاضي عن اختلافاتنا ونتجاهلها كي لا نخسر صداقتنا وحبّنا لبعض.

وجوده كان يشعرني بالقوة والضعف في الوقت ذاته.

فوقع النظرة الأولى التي رأته فيها عيناي، برغم شدّته، لم يدرك السحر الذي تحمله ثناياه. لذلك لم تترسخ عواطفي تجاهه سوى بعد نظرة ثانية وثالثة وربّما رابعة كشفت لي أن ما رأيته أمامي يومها كان يملك القدرة على إضعاف قلبي. وبشدّة.

“احساس الفرد بقدر طوله ليس متطابقًا بالضرورة مع قياس ذلك الطول الفعلي”

الطبيعة لا تملك مشرحة لتقطيع الصفات البشرية وتصنيفها كما يُرضي أهواءنا

هل نستسلم إلى أن جانبنا الحيواني وشهواتنا وغرائزنا غير قادرة على التهذيب سوى بتقسيم وتحديد المساحات فيما بيننا؟

لكل نظام في الكون “قصير” قابع في مركزه و”طويل” يدور حول محوره.

حنّي علينا يا شمس السّماء...

تلك النجاحات التي تمر بسرعة البرق لتربط بين ذلك الإنجاز البسيط وبين انبساط عضلة القلب وانفراج الثغر باسمًا وتمدد مقلة العين فرحًا ودهشةً.

تحت سنّ معينة نكون كلّنا نشبه بعضنا البعض؛ ندرس معاً. نلعب معًا. نلبس الملابس الصفراء ذاتها. ونحمل الأسماء البريئة المتشابهة.

تبدأ عملية تصنيفنا بشكل فردي ونادر في سنوات المراهقة الأولى لأنّ قلة منّا تطول قامتهم سريعًا لتصل إلى ثلاثة أذرع وشبران. من يصل إلى ذلك الحد الأدنى للطول المطلوب للفصل بين النوعين كان يسحب منّا بهدوء. يذهب إلى غرفة الخبيرة النفسية التي تحضره نفسيًّا للدور الاجتماعي المتوقّع منه في المستقبل. تخبره عن التغييرات الجسدية السريعة التي ستطال جسده بعد اخضاعه لجلسات هرمون النمو.