#أحمدمجدي
بعد قراءة رواية جرائم الغراب السبعة قررت أدخل مباشرة على عمل تاني من تأليف الكاتب المبدع خالد أمين وفي نفس الليلة مسكت رواية إنهم يأتون ليلا.
المرة دي أنا عندي توقع وتجربة سابقة مع الكاتب وكنت متوقع تجربة رعب نفسي مع حدوتة محبوكة ولغة متميزة.
مشكلة روايات الكاتب خالد أمين إنك تمسك نفسك بالعافية انك تحرق أحداثها وخلونا نبدأ مع الانطباع الأخير.
الانطباع الأخير
أول ما وصلت للنهاية وخلصت الرواية لقيتني بغني واقول بصوت حكيم
"يا يا يا يا … يا على الحلاوة والطعامة والشقاوة
يا يا يا يا … باعني وشبكني وامتلكني بالهداوة
حلو مسكر زي السكر ده … ايه اللي بيحصل ده.
ايه الى انا شايفه ده … ايه الحلاوة دي … ايه الطعامة دي"
ويلا بينا نبدأ المراجعة مع الانطباع الأول.
معانا غلاف أسود فخيم قاتم وعيون واسعة بتبص من فتحة المفتاح، وطبيعي يكون انطباعي إنها رواية مرعبة وفيها جو جرائم و خطف وغموض خصوصا مع الكلمة عن العمل.
أما عن الافتتاحية والمقدمة.
يبدأ العمل مع شخصية ناردين وهي محللة نفسية وكاتبة رعب وجرائم وهي إحدى الشخصيات الموجودة في الثلث الأخير من رواية "جرائم الغراب السبعة" وهنا عرفت معلومة جديدة عن الكاتب وهي إن عنده عالم روائي متكامل مرتبط بعضه.
مشهد البداية كان حلو أوي وسريع وعلى طول دخلت معاه في المود ونبدأ المغامرة بتاعتنا وعندنا شوية اسئلة حلوة ومثيرة جدا جدا.
ويلا بينا نتكلم عن العمل وفكرته.
الرواية كلها تعتبر تحقيق أو بحث واستقصاء للإجابة عن بعض الأسئلة في مقدمتها "ليه؟؟ وإزاي؟؟"
والله انا ماسك نفسي بالعافية - عايز احرق يا جدعان -
عندنا مجموعة حوادث أو جرائم غريبة تبدأ مع مصطفى المحقق في شركة تأمين للبحث في حادثة اختفاء ابنة فنان تونسي والموضوع يتطور إلى جريمة قتل الفنان التونسي أبوها ومذكرات وأوراق من ضحايا كارثة في مبنى إتصالات مع حادثة مقتل ستة من الموظفين وكل ده مرتبط بطريقة ما بشيء غامض مرعب.
وخلوني أقول إني مش متفق مع كل تعقيدات الكاتب النفسية المطروحة في العمل أنا مختلف معاه في بعض الأفكار الموجودة في الرواية لكن ده ميمنعش أبدا انبهاري بالطرح والأفكار.
طبعا العمل متشبع بالجوانب النفسية والاجتماعية في كل جملة ومع كل كلمة ولما نتكلم عن الكلمة يبقى تعالوا نتكلم عن اللغة.
اللغة في الرواية.
بكل تأكيد حافظ الكاتب هنا على العربية الفصحى البليغة في السرد والوصف والحوار واللغة هنا متقنة جدا محترمة جدا مشبعة بالتشبيهات والوصف البليغ واستخدام العبارات المؤثرة ذات الوقع النفسي المباشر على نفسية المتلقي.
وفي الفصول الأولى حاول الكاتب في إنه يستخدم أكثر من أسلوب سردي سواء الأسلوب الروائي أو أسلوب الرسائل وأسلوب الاعترافات وكمان أسلوب السيناريو والحقيقة إن الكاتب نجح في التنقل ما بين أساليب الكتابة المختلفة بسلاسة وذكاء.
أنا عن نفسي مبسوط بالقراءة اللغة والحوار مع إن في مشكلة طفيفة في بعض الكلمات وأخطاء إملائية معتادة مع مشكلة تنسيق الجمل الحوارية لكن يمكن التغاضي عنها لأنها مش مؤثرة على المتعة العامة من القراءة.
وخلونا نتكلم عن الحوار في الرواية كان متقن جدا ومعبر عن طبيعة الشخصيات وثقافتهم ونفسيتهم وكان في فقرات حوارية طويلة وبالنسبة ليا كانت مش مبررة لكني لقيت أنها مبررة في النهاية وخيوط مهمة في الرواية وهنا ندخل في الشخصيات.
الشخصيات في العمل الروائي.
عندنا في الرواية شخصيات رئيسية عددها صغير جدا وعندنا شخصيات كتير في الخلفية من الأحداث، بشكل عام الشخصيات كلها كانت مرسومة بعناية ووجودها كان ضروري ومفيش شخصية ناقصة أو زيادة ومفيش شخصية كان ملهاش دور أو ملهاش تأثير في الرواية.
ركز في التفاصيل يا عم الحاج وانت هتنبسط
ميزة الشخصيات في العمل إنها واقعية منطقية مبررة في الأفعال والتصرفات وإن كان معظمها عنده اضطراب وهوس.
وأخيرا تعالوا نتكلم عن الخلاصة.
كانت التجربة الثانية مع الكاتب خالد أمين ومش هتكون الأخيرة وأنا حبيت جدا التجربة دي يمكن لأني لمست روح وشخصية وعقلية الكاتب نفسه وأفكاره ونفسيته في الرواية وفهمت نظرته للأمور وبدأت أتفاعل معاه.
لازم هنا نقول في النهاية يمكن يكون من الأفضل للقراء ترشيح قراءة الرواية دي - إنهم يأتون ليلا - قبل قراءة جرائم الغراب السبعة,
طبعا ممكن ترشيحها جدا جدا لكل القراء مع التحفظ على وجود مشاهد رعب دموي قاسية.