فعلا النوم سلطان فما بالك لو كان السلطان ده أسود، تعالوا نشوف حكاية النوم الأسود ده يا جماعة.
مش اول مره اقرأ للكاتبة مروى جوهر وأكيد مش هتكون الاخيرة.
قرأت قبل كده "سرداب قصر البارون" والنهاردة معانا رواية "النوم الأسود".
ونبدأ مع الانطباع الأخير بعد القراءة يتلخص في مطلع أغنية:
"نمت ننه طب والحب اللي بينا
مش هتكلمني سيكا مش هتدلعني سِنة
فوق لي حبة ده أنا Overdose محبة
ومشاعري لسه شابة والنار في القلب شابة"
ومحدش يسألني ليه بس هي جت معايا كده.
والخلاصة إن الرواية منعشة يمكن الرعب اللي فيها طفولي شوية وعاطفي إلى حد ما بس بصراحة القصة بسيطة ولذيذة وفيها فكرة حلوة.
طب خلونا نتكلم عن الانطباع الاول
ممكن الانطباع الأول كان مع الكلمة اللي على ظهر الرواية وهي مثيرة لكن من وجهة نظري كان في أحسن كتير.
وأما عن الغلاف وأسم الرواية فهو جيد مناسب للأجواء الموسيقية بتاعة الرواية.
ويلا بينا ندخل على البداية والمقدمة والافتتاحية.
تبدأ الرواية مع حلم قاسي وموت والد بطلة الرواية "فريدة" ونشوف تأثير الموت على قلبها وأفكارها وتكرار سؤالها عن الموت.
يمكن مكنش في أسئلة أو غموض أو جوانب الإثارة في الافتتاحية تخليني عايز انجرف مع القراءة لكن أنا كان عندي فضول للاستمرار يمكن عشان انا عرفت اسلوب الكاتبة من الرواية السابقة.
البداية مش مرعبة على قد ما كانت كئيبة ومن خلال البداية والافتتاحية دخلنا على طول إلى عقل وقلب البطلة بتاعتنا ونفسيتها.
ويلا بينا نتكلم عن الفكرة في الرواية.
فكرة العمل بكل بساطة هي الموت والحياة، الكاتبة كانت مهتمة جدا بالكلام عن الموت وما بعد الموت وتأثير الموت، من الواضح إن الكاتبة كمان كانت مركزة على دفع القارئ لقراءة رسائل الحياة.
بعض الرسائل واضحة جدا ومكتوبة بشكل مباشر يمكن زيادة عن اللزوم لدرجة أنك ممكن تحس في بعض الأحيان إن الرواية عبارة عن كتاب رسائل روحية أو دينية مع لغة عصرية ومن الواضح طبعا أن الرواية محملة بكم محترم من رسائل التوعية الرومانسية للبنات وده كان واضح كتير أوي في الحوار ما بين بطلتنا فريدة وصديقتها حنين.
ولو جبنا سيرة الحوار يبقى نتكلم عن السرد واللغة
الرواية بالكامل كانت باللغة العربية الفصحى البسيطة في الوصف والحوار دون أي تدني.
السرد في الرواية كان على لسان أو من منظور البطلة وهي "فريدة"
مفيش استعراض لغوي لكن هتلاقي اقتباسات حلوة في الرواية زي مثلا:
" الموت، تلك الكلمة التي نتحاشاها ونطلق عليها «شر»، المعنى الذي لا ندركه، الوجه الآخر للحياة، أو الحياة الأخرى التي سوف نحياها ولن نسردها أبدًا، لكنه يقينًا الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة."
"الآن أُدرك القاعدة الوحيدة الثابتة في الحياة «لا شيء ثابت.. لا توجد ثوابت»، لذلك تعودت ألا أغتر بالفرحة أو أنغمس في الحزن، فكلاهما غير دائم،"
"القرار الأصعب على النفس هو الأصلح لها،"
"الخوف يُعلِّم السلبية، الخوف للجبناء، الخوف يحجب مُتع الحياة، بل يُوقف الحياة نفسها،"
"الموت ليس نقيض الحياة وإنما هو وجه الحياة الحقيقي بعد التخلي عن زيف الدنيا."
"الجماد أصدق من كل ابن آدم بلا شك، فليس له غرض ليكذب أو يزور الحقائق."
يمكن ملحوظ برده إن تركيز الكاتبة كان على الفكرة والرسالة أكتر من التركيز على المغامرة أو جانب الرعب.
بصراحة حبيت اللغة العربية الفصحى غير المبتذلة لكنها بشكل ما كانت موجهة للفتيات في مرحلة المراهقة أو في الجامعة يعني وده كان واضح في شخصيات العمل.
ويلا بينا على طول نتكلم عن الشخصيات.
معندناش شخصيات كتير خالص بالعكس تماما عندنا عدد صغير من الشخصيات وهم 3 شخصيات رئيسية "فريدة - حنين - يونس" وعندنا 3 مشتبه فيهم "عم سيد - دكتور صالح - دكتور قابيل"
وعشان كده رأيي إن القصة طفولية شوية معندناش شخصيات كتير ولا معيدين كتير ولا طلبه كتير في كلية التربية الموسيقية كل حاجة تم تركيزها في 6 شخصيات فقط.
كل الشخصيات مرسومة كويس بطريقة تخدم القصة والفكرة.
وهنا ممكن نتكلم عن النهاية.
النهاية كانت متوقعة ومعنديش تفسيرات كتير ليها كانت محتاجة توضيح أكتر.
بس خلوني أقول إن النهاية كانت مرضية بشكل طفولي برضه، الحقيقة تظهر والمجرم بياخد عقابه واللعنة بتتفك لكن ليه وإزاي مفيش تفاصيل مرضية كفاية.
ده طبعا ميقللش من أن العمل حلو ومناسب للفتيات والشباب في مرحلة الجامعة وأكيد ممكن ترشيح الرواية لفئة الشباب لقراءة جديدة.
#أحمدمجدي