ممتازة
أيه الجمال والحلاوة دي
من أجمل ما قرأت
ماذا كان رأي القرّاء برواية فتاة من الشرق: وقائع هروب العائلة الشركسية في مائة عام؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
❞ إلى كل إنسان اضطره ظلم وطمع وحماقة أخيه الإنسان إلى أن يترك بيته ويهجر وطنه، ويُرغَم على غربة لم يخترها، ولا يعلم متى ينحلُّ وثاقها. ❝
-الاهداء ♥️
رواية تشعر بجمالها من جمال الإهداء ♥️ رواية مليئة بالأحداث التاريخية لشعب من الشعوب التي ظُلمت وتعرضت للإبادة العرقية والتهجير مرارًا وتكرارًا.. شكر عميق للكاتبة لأنها قدرت تجسد معاناة بلاد القوقاز والشراكسة بالتحديد والأحداث التي تعرضوا لها على مدار ١٠٠ عام.
رغم مابها واقع مؤلم تعرض له إنسان يومًا ما على هذة الأرض ورغم أن هذا مازال يحدث إلى الآن في غزة.. إلا أنك ستتلمس الأمل أحياناً ستكرهه في هذة الرواية والكثير من مشاعر الحب الدافئة ومظاهر اجتماعية وثقافية مختلفة وجميلة وممتدة الجذور لآلاف من السنين مضت..
ما جعلني أفكر لماذا دائما الشعوب المُضطهدة هي من لديها التاريخ والثقافة والدين والأصل العريق ؟أليس من الهزل أن تحدث لهم الأهوال على يد مستعمر بلا هوية تقريبًا بنى تاريخه المزيف على دماء وأنقاض الشعوب الأخرى ؟!!
-الرواية تبدأ مع الطفلتين آيسل و مِيري أحفاد الشخصية الرئيسية نورسان.. الأحداث في خطين زمنيين عام ١٩١٢ حيث الأحفاد.. ورحلة في الماضي مع الأجداد من عام ١٨٥٨
أعجبني أن الكاتبة في البداية رسمت لنا الحدود الجغرافية لبلاد القوقاز ولمحة عن الأحداث التاريخية التي ستبدأ كل هذا العبث.. وكيف ان بلاد القوقاز كانت بمثابة حلقة وصل بين أوروبا وآسيا مما جعلها مطمع لكل من يريد الاستحواذ على رقعة مميزة من الأرض.. العثمانيين والروس والانجليز
_شعب الأديغة المعروف بالشاركسة الذي استقر في بلاد القوقاز لم يكونوا مجرد رحالة أو همج كانوا شعب ذا سيادة مستقلة ونظام اجتماعي وتقاليد وعادات كانت تقدس تقريبًا.. شعب عريق.
إلى أن بدأ أباطرة الروس بالرغبة في السيطرة عليها لتبدأ رحلة معاناتهم من هروب وترحال وترك الأرض والحياة التي لا يعرفون غيرها لينجوا من بطش الظالمين الطامعين.
❞ سنوات تراوحت بين الحرب والإبادة والاضطهاد الديني لمسلمي القوقاز وصلت حد قتل الرجال والأطفال بوحشية، وأسر النساء وإهدائهن للضباط أو بيعهن، كما حدث للقبائل الشيشانية، وبين فترات قصيرة من اللين والمهادنة مثل عصر الإمبراطورة كاثرين الثانية ❝
_ستعرفنا الكاتبة على بعض المظاهر الاجتماعية الجميلة الأكلات والأزياء التقليدية والاحتفالات وطبقات المجتمع الشركسي وكيف أن الكل واحد والكل يجب عليه احترام الآخر حد التقديس وطريقتهم في تربية الصبيان حتى يشبْوا فتيان ورجالا أقوياء الشخصية قبل أن يكونوا أقوياء جسديا.. وأكثر ما أعجبني طريقتهم التقليدية في التقدم للزواج( جمال وأناقة ورُقيّ وحتى في هذا الأمر كانوا سابقين عصرهم)
❞ التقليد الشركسي الذي يقضي بإرسال الصبية؛ لتمضية بضع سنوات بعيدًا عن العائلة بين الشعاب الصخرية، وفي قلب الأحراش بمفردهم مع «الأتالق» أو المعلم والراعي والأب المتبني الذي يوفر للصبي الصغير تدريبًا صارمًا في الفروسية والصيد والقتال، بالإضافة إلى الإرشاد الروحي الذي يدفعه للتأمل في حكمة الحياة وعظمة من يدبرها، ولاستكشاف تلك الأغوار السحيقة ❝
❞ كان كل الشيوخ والرجال بجانبه يرتدون الزي الشركسي التقليدي: «التشيركيسكا» وهي سترة طويلة تُضَم وتُحكم حول الجسد بحزام جلدي يُغمد به السيف والقاما، عند منطقة الصدر على الناحيتين يمتد صفان من جيوب أسطوانية صغيرة ملتصقة ببعضها البعض، وفي بعض الأحيان يقمن النساء بتزيين التشيركيسكا عند الأكمام والحواشي بالتطاريز والمنمنمات الزاهية. تحتها يرتدي الرجال الـ«بيشميت» أو القمصان الطويلة والسراويل الواسعة، وفوقها أحذية ذات أعناق طويلة من الجلد الناعم. أما فوق الرؤوس فهو مكان الـ«باباخ» أو القبعة الأسطوانية القصيرة المصنوعة من جلد الحمل أو الصوف.❝
-كان الشاب يختار زوجه له خلال احتفالات بأن يطلب من الفتاة التي يُحب أن ترقص معه رقصة القافا أمام كل أهل القرية وكان هذا بمثابة تصريح من الشاب باختياره لأهله وأهل الفتاة وبمثابة عقد الخطبة يتم بعدها اتفاقات قليلة وجلسة للعروسين وحدهم ليتفقا على مايريدانه في حياتهم وبعدها يتم الزواج.
❞ تبادل الشيخان نظرات وابتسامات ذات معنى، مانحين مباركتهما لما بدا واضحًا جدًا ومفهومًا لهما وللجميع؛ فدعوة الشاب لفتاة لترقص معه رقصة «القافا» بمفردهما أمام الكبار هي الطريقة الشركسية المثلي ليعلن لأسرتها وللجميع اختياره لها لتكون عروسه! ❝✨
-بعد هذة المشاهد المليئة بالحياة تبدأ الأهوال تتوالى على رؤوس أبطالنا وأهلهم..
كيف أن جيل الأباء هزمه القهر والفقد بعد أن كان هذا الجيل يتسم بأنه جيل المحاربين الأشداء..
وكيف أن الأبناء وهم مازالوا أطفالا أصبحوا فجأة مسؤولين عن نجاة أهلهم أو من تبقى منهم..
نورسان وحمزات تجرعوا مرارة التهجير والفقد وتحمل مسؤولية حماية عائلتهم والتصرف مع مايتعرضوا له من خيائر وهم لا يملكون أي شيء.. يتملكهم الخوف وإحساس القهر والاغتراب والذل بعد العزة.. يواجهون المجهول وهم بعد أطفال!
❞ الرجال سواء الباقون أو الراحلون يتحركون في توتر، محاولين التشاغل بالعمل عما وقر في قلوبهم من قهر، بينما جلست النساء فوق العربات تنتحبن في هدوء بجانب أطفالهن المنكمشين في ذعر! ❝
❞ رائحة الموت تُحلِّق فوق كل شيء، وتطبق على الأرواح! أصابهم الذهول بشلل تام لم يفيقوا منه إلا على صوت بكاء الْتَوَت نحوه الأعناق بدهشة فاقت دهشتهم مما رأوه! حدقت «نورسان» مع الباقين كلهم مأخوذة من شكل «الحجي مراد» وهو يبكي بحرقة! هذا الشيخ الطاعن في السن والهيبة يبكي في قهر بكاء لم يبكه عندما خرج من داره وقريته! إنه حتى لم يذرف دمعة واحدة عندما قتلوا ابنه الكبير بوحشية أمام عينيه! ❝
❞ ولكن يبدو أننا لا ندرك عمق مأساتنا إلا عندما نراها متجسدة في غيرنا.. حينها فقط ندرك مدى الظلم الذي أصابنا عندما نرى الصورة الكاملة للمعاناة واضحة أمام أعيننا في حياة غريب عنا! ❝
❞ وبينما بكى بعض الرجال قهرًا تماسك البعض الآخر، خاصةً من هم في مرحلة الرجولة المبكرة الذين وجدوا أنفسهم فجأة يتحملون مسؤوليات ينهار أصحابها الأصليون واحدًا تلو الآخر! بدت القافلة وكأنها مسيرة حزينة في موكب جنائزي بعدما أتى منظر القرية المحترقة على ما تبقى بداخلهم من روح ❝
-تم سلب بيوتهم وأرضهم وأحبائهم منهم وتهجيرهم لمدينة على ساحل بلغاريا وتبدأ معاناة جديدة.. معاناة المهاجرين في بلد غريبة عنهم في كل شيء اللغة والثقافة والدين.. يواجههوا اضطهادا يضطرهم لأن يبتعدوا عن المحليين ويتجنبوهم تفاديًا لتعرضهم لأي أذى إضافي..
المشكلة إن الشعب البلغاري أصلا كان أقلية وكان هو نفسه يتعرض لاضطهاد من قبل الدولة العثمانية وأغلبهم مسيحيين فلك أن تتخيل أن الدولة العثمانية التي يكرهونها أرسلت لهم رعاياهم المُهجرين المُسلمين ليتقاسموا معهم أرضهم ومحصولهم وبيوتهم!
رعب خالص!!
وفوق كل هذا بعد ما عانوا من التهجير والضياع في البحر كان يتم اختيار الرجال والفتيان القادرين ليحاربوا مع العثمانيين ضد الروس! يُشردوا ويُقتطع منهم رجالهم ليشتركوا في حرب لا باع لهم فيها ولا ذراع!
❞ لقد جئنا لنخبركم بأنه سيتم الآن تقسيمكم وتوزيعكم على قراكم الجديدة، كما حدث مع كل من سبقوكم.. كل مجموعة من الأسر ستعيش في قرية بلغارية، وسط أهلها من رعايا السلطان خليفة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه. ❝
اقتباس هزلي ومُحزن وتخيل قبلها كانوا يسألونهم هل تصلون؟!!
❞ عندما أدرك الشراكسة أن الجنود كانوا يقومون بفصل الفتيان والرجال القادرين على الخدمة العسكرية عن الباقين، وإجبارهم على الوقوف في صف بعيد عن الأسر التي أُمِرَت بجمع حاجاتها بسرعة؛ لتبدأ رحيلًا آخر داخل العمق البلغاري، إلى حيث سيتم تسكينهم! هكذا إذًا؟! لم يسمح السلطان بإلقائهم في التهلكة فقط لينفذ اتفاقًا سياديًا أبرمه مع المسكوفيين، ولكن أيضا لأنه يحتاج لدماء جديدة لجيشه! دماء الجنود الشراكسة الذين سيتم إجبارهم على التخلي عن عائلاتهم؛ ليواجه نساؤها وأطفالها وشيوخها مجهولًا مخيفًا بمفردهم! ❝
-بعد أن يتم توزيعهم لا أمل لديهم إلا الإستمرار ومحاولة العيش والمزيد من استمرار المحاولة يستقر نورسان وحمزات ليعتنوا بالعائلة وبأنفسهم ويكبر كل منهم وهو يحيط قلبه بسور من الصخر بداخله كل الألم المكبوت الذي ما إن خف دفاعهم سوف يمزقهم الألم وذكرى الوطن.
محاولة اللاجئين في العيش والتعامل مع الوطن ومحاولة سد الفراغ الذي يشعرون به في بلد غريبة وسط ناس يكرهونهم على الأغلب..
تتوالي الأحداث وهم بين استقرار وفرار للجبال حينما يشتد الوضع السياسي المجنون ويسمعوا بخبر إغارة طائفة على أخرى وأنهم هدف مجرد هدف يمكن أن يحرزه أي طرف من الأطراف المتناحرة عبر قتل المزيد منهم!
-العلاقات بين أبطال الرواية كانت جميلة فوق الوصف وتتسم بالدفء والحنان رغم ما يعانونه..
علاقة نورسان بأخوها حمزات ومدى اعتمادهم على بعضهم وكيف ان كل واحد منهم أصبح دافًعا للآخر..
❞ صدقيني يا «نورسان» إن أخذ الله منكِ شيئًا، فهذا يعني أنك بالتأكيد لا تحتاجين إلى الارتكان إليه مهما بدا لكِ عكس ذلك! أما عني فأنا أعرف أني لا أحتاج إلا إليكِ أنتِ فقط لأواصل! ❝
-علاقة نورسان بأحمد وقصة حبهم تتمثل في بحث كل منهم عن الآمان في الآخر.. اعترافهم بحبهم كان من أجمل المشاهد وأحزنها في نفس الوقت!
❞ كنت أقصدكِ أنتِ يا «نورسان»! منذ اللحظة التي ظهرتِ لي فيها من العدم، فدفعتِني بسلاسة بعيدًا عن الاستسلام لليأس التام، وكان بيني وبينه لا شيء تقريبًا، وخلقتِ لي حياة لم أكن أتمنى أبدأ أن أحظى بمثلها بعد كل ما مررتُ به! منذ هذه اللحظة وأنا مدين لك بتلك البداية الجديدة. ثم توالت الأيام ووجدت شيئًا ما يشد قلبي أكبر من هذا الدَّين.. أكبر منه بكثير.. شيء جديد لم أعرفه من قبل يهزمني كل يوم ويجذبني نحوك مهما قاومته، صدقيني حاولت مقاومته بكل قوتي، حاولت الابتعاد وإخفاء ما أشعر به حتى وقعت بلساني، وأنا أتحدث عن «إينال» دون أن أقصد. ❝
-علاقة أحمد وحمزات من اجتمعوا بعد افتراق فُرض عليهم وظن كل منهم أنه لن يرى الآخر مرة أخرى أبدًا.. رجلين آخت بينهم المأساة والوطن المسلوب يتشاركون الحياة الجديدة وبينهم ثقة وعهد صامت بأن يحمي كل منهما الآخر و أن واحدهم امتداد للآخر.
❞ اقترب مَن صارا رجلين من بعضهما البعض بخطوات بطيئة وابتسامتين متطلعتين في عدم تصديق! وضع «حمزات» يديه على كتفي «أحمد» الذي جفل لوهلة، محاولًا بحركة لا إرادية إبعاد موضع ذراعه الغائبة عن يد «حمزات»، ولكن «حمزات» لم يلتفت، وأسرع باحتضان صديقه كأنه يقول له: كانت الحياة ستختلف كثيرًا لو كنت ظللت هنا! ❝
❞ وجد كلاهما دفئًا يسري في كل شيء، وكأنه يعطي للحياة نكهة جديدة غير تلك الحياة الباردة التي كانا يعيشانها حتى وإن كانت تماثلها في المشقة والقسوة.❝
-شخصية إيفا وعلاقتها بنورسان وحب حمزات لإيفا.. شخصسة إيفا التي جسدت أهوال مماثلة تعرض لها البلغار المسلمين وعانوا مثلهم من تهجير وشتات وفقد وتعرضهم للبرد والجوع والموت.. حتى أنها فقدت النطق من صدمة ما رأته وعانته!
❞ مات الذين لم يستطيعوا أن يصلوا مثلهم من جراء الجوع أو البرد بعد أن نُهِبت وأحرقت قراهم بكل ما فيها بوحشية من ينتهج سياسة إبادة ثابتة ولا يخوض حربًا متكافئة. ❝
❞ كيف يمكن بعد أن رأت كل ذلك أن تستعيد ثقتها في عالم فقد كل إنسانيته، وأصبح مرعبًا وموحشًا ومخيفًا حتى إنها تمنَّت ألا يتوقف هذا القطار أبدًا! هؤلاء الهائمون على وجوههم في الجبال والأحراش ليسوا أكثر بؤسًا من المتكومين في المدن، وعلى أرصفة المحطات المختلفة في انتظار طويل ممض عادة لا ينتهي إلا إلى نهايات أكثر مأساوية مما يحدث لهم الآن! ❝
-أعجبني الجانب الإنساني لأناس لا دخل لهم في الصراع ولكن آلمهم ما رأوا من ظلم ف حاولوا بقدر ما يستطيعون.. سائق القطار الألماني "موللر" الذي أنقذ إيفا رغم مخالفته للقوانين بذلك!
و إميل البلغاري المسيحي الذي كان يساعد حمزات وأهل قريته من الشراكسة المسلمين بأن يجنبهم مزيد من الأهوال قدر المستطاع وتعهد بحمايتهم وقيادة طريقهم لحين الوصول لبر آمان وإن كان مؤقتًا..
❞ أهلي مساكين.. أرهقهم الظلم والفقر، يريدون قومية مستقلة وحياة طيبة، هذا حقهم.. لكنك حاربت تحت رايات سلطان أنت لا تنتمي له وتعلم كيف يستغلون القوميات والأديان ليحققوا مصالحهم، وكيف يقنعون مظلومًا أن مظلومًا آخر مثله هو سبب شقائه، فتشتعل الحرب بينهما على أرض المعاناة التي يعيشانها معًا، ولا متضرر منها إلا هُما.. ربما أنا أقل من أن أمنع ما يحدث، لكنني أكبر من ألا أفعل شيئًا، ربما يأتي يوم يقولون فيه لم يكن كل البلغار كذلك، وأن ما حدث لم يكن ليحدث لو لم يُظلموا ويُفقروا لسنين طويلة، فيضحي شحنهم سهلًا، واستغلالهم هينًا دون حتى أن يدركوا هم ذلك! ❝
-قد تظن ان الأمر انتهى ولكن الأبناء والأحفاد يعانون تقريبًا من نفس المصير التهجير والموت أوالشتات ومحاولة النجاة والترحال للمجهول..
من المفترض أن تتنهي الرواية مع تيمور ابن نورسان وأحمد وعائلته وابنته مِيري التي من المفترض أن نستكمل معها رحلتهم منذ وصولهم للأسكندرية.
-الرواية فيها أحداث وتفاصيل أخرى كثيرة لن أستطيع كتابتها او الإلمام بها في مراجعة واحدة لتكفى شعورى اتجاه هذة التحفة الأدبية في رأيي..
معلومات تاريخية قيمة وسرد للأحداث بانسيابية دون لحظة ملل..
وأخيرًا لا يسعني القول إلا مثلما قالت شخصية أحمد :
❞ لعنهم الله! لعن كل من فعل بها ذلك! ❝
نعيش على أمل أن يرجع الحق لأصحابه عاجلًا أم آجلًا.. وأن يكُف الإنسان عن الطمع والقتال والتضحية بالأبرياء.
فتاة من الشرق
نوران خالد
تدور الاحداث في الفترة من ١٨٥٨ الي ١٩١٢
و هي الفترة التي شهدت بدء تخطيط الامبراطوريه الروسيه في ابادة او تهجير اهالي الشركس او الاديغه من اراضيهم في شمال القوقاز للسيطرة علي المنطقه و التي كانت ضمن نفوذ الحكم العثماني..
بدأت عمليات الاباده من عام ١٨٦٤ و لمدة ثلاثة سنوات استخدم فيها الروس كل الاساليب الوحشيه من قتل و اغتصاب و اجبار من تبقي منهم علي الهجره الي مناطق اخري تابعه للدولة العثمانيه ..
و قد مات الالاف منهم اثناء رحلة التهجير الي المواني للوصول الي مناطق الدوله العثمانيه سواء بسبب انتشار الاوبئة او غرق السفن …
الشركس في الاصل شعب مسلم استوطن في شمال القوقاز و نتيجة لعملية الابادة التي قامت بها الاميراطوريه الروسيه فقد تفرق الناجين في عدة بلدان منها مصر و سوريا و الاردن و تركيا و روسيا و غيرها …
الروايه تدور حول عائلة من عائلات الشركس التي عانت من عمليات التهجير من منطقه لاخري علي مدار سنوات و تلك المأساة التي عاشها الشركس خاصة في جنوب بلغاريا حيث استوطنوا فتره قبل اعادة تهجيرهم مره اخري بعد تمرد اهل بلغاريا علي الحكم العثماني و قد مات معظم افراد العائلة و لم يتبقي منها سوي الحفيد تيمور و زوجته فاطمه و ابناءه ميري و حسن و رقيه و انتهت احداث الروايه عند وصولهم الي الاسكندريه …
و تلك قصة آخري
ما هذا الابداع..
انا شخص غير هاوي للروايات بشكل كبير وانتقائي جدا في اختيار الروايات لأني بحزن جدا اذا قرأت رواية وكانت ركيكة بسبب كونها كانت مضيعه لوقت كان ممكن ان يخصص في قراءة كتاب جيد..
هذه الرواية اضافت لي الكثير واكسبتني معلومات عن شعب لم اكن اعرف عنه شيء والكاتبة تألقت بسرد هذه المعلومات في سياق درامي وهذا السياق ذكرني بما حدث وما يحدث من قتل وتهجير وتطهير عرقي لأهلنا في غزة وعموم فلسطين..
أستاذه نوران شكرا على هذا العمل البديع والممتع
لغة ممتازة صنعت رواية أجيال عن تهجير أسرة شركسية أثناء الحرب العثمانية الأوربية برحلة طويلة حتي الإسكندرية.
شخصيات حية مميزة قصة حب غير مقحمة في الأحداث.
انقلابات وتطور ممتاز.
عابها بعض التفاصيل الزائدة او التقريرية في بعض الأحيان.
للمزيد من التفاصيل مراجعة مرئية للعمل بدون حرق للأحداث
#كوكب_الكتب 🌍
#العراف 😎
****
أن تجعل التاريخ حيا يتنفس فتلك براعة لا مثيل لها، أن تمضي بين السطور فتجد الأشخاص لحما ودما أمامك، تشاركهم فرحتهم أحزانهم، تفاصيل أيامهم الحلوة المرة، أن تشعر بحياة بين السطور فذلك الإبداع.
أتمنى لك التوفيق في كل ما هو قادم
السابق | 1 | التالي |