لأكون صريحة؛ حين وجدت اسم الكتاب بالصدفة لم أقرأه إلّا لأضحك على نفسي ..
فليس لدي سبب للحياة ولولا إيماني بُحرمانية الإنتحار لكنتُ أقدمت عليه.
"أسباب للبقاء حيًّا" كان اسمه مُباشرًا بشكل صارخ مقارنةً بمعظم الكتب التي تستخدم أسماء غامضة كأسلوب لجذب القُرّاء
لذلك لم تخرج تصوراتي عنه عن حدود كتب علم النفس التنموية المبتذلة التي أتجنبها دوما..
ولكن معرفتي أن مَن كتبه كان شخصًا مُصابًا بالاكتئاب، حفزتني على قراءته فورًا.
-
لطالما كانت التجارب البشرية تُنير أفقًا لا تُنيره آلاف الكلمات، ولذلك أحبذ قراءة كتب السِيَر الذاتية.
أبسط ما يمكنني قوله أن هذا الكتاب بسيط وعفوي، ولذلك أحببته!
كان يتحدث عن نفسه فأنظر إلى نفسي فأرى التطابق، وصف كُلَّ ما عجزت عن وصفه.
" هذا العالم مُصمّم بطريقة مخصصة لجعلنا نُصاب بالاكتئاب"
حين أقارن حياتنا بأسلافنا، فنحن لدينا وسائل الراحة الجسدية، وهم لديهم وسائل الراحة النفسية.
لم يضطروا للاستيقاظ كل يوم على صوت مُنبّه الموت اللعين الذي يُنذر بأن الروتين القاتل قد بدأ
لم يضطروا إلى الإحساس كل يوم أنهم في سباق مع الوقت، مع أنفسهم، مع كل شيء!
سباق إن لم يفوزوا به فإنهم سيتخلّفون عن البشر ويموتون عالةً على أنفسهم وعلى المجتمع
مَن سيحقق النجاح الأكبر؟ مَن لديه الهاتف الأفضل؟ بل حتّى مَن يملك الوالدين الأروع؟ ..
حياتنا مٌصممة على كومة من المقارنات البشرية بعضها ببعض، لا أحد بات يعيش لراحته، الكل بات يعيش بأسلوب لا يحيله نفايةً على قارعة الطريق.
-
النفس مُتعِبة، ولاشك.
خُلاصة ما قاله في التعامل مع الاكتئاب هو التقبّل، أن تتقبّل ما أنت عليه، ما يحدث لك
ما قررّته أنت بنفسك ثم اكتشفت أنه كان قرارًا بائسًا خاطئًا.. التقبّل والتقبّل فحسب
لا تحارب المشاعر السيئة حتى لا تطغى.. تقبّلها.
.. وأرجو أن أُرزق هذا التقبل أنا أيضًا ..