ما بعد العولمة: صناعة الإعلام وتحول السلطة
تأليف
خالد محمد غازي
(تأليف)
"" لم تسر الرياح بما تشتهي السفن ""، هذا هو الحال الذي ينطبق على أنصار فكرة العولمة، حيث تدل كل المؤشرات من حولنا على أن فكرة العولمة تتراجع بجوانبها الايجابية المبشر بها منذ سنوات ، ولم تعد بمثابة المستقبل المشرق مثلما بشر بها مبشرو العولمة والقرية الكونية العالمية الواحدة.
لقد تغير المزاج العالمي كثيرا عما كان في نهاية القرن الماضي، لم تؤد مبشرات العولمة ، إلا إلى مزيد من التراجع في الحقوق والحريات حول العالم، وتحولت مجتمعات الربيع العربي إلى حاضنات للإرهاب والجماعات المتطرفة، وحتى أفكار الحداثة وما بعد الحداثة لم تجد آذانا صاغية لها بين الشعوب، فتحولت إلى مجرد طلاسم يتكلم بها النخبة التي انعزلت بدورها عن الجماهير، والمفارقة أن العولمة لم تفقه الجماهير عنها إلا القشور، مما روج لها من يطلقون على أنفسهم بالنخب الثقافية في المجتمعات المحلية.