حارس خشب السكة
تأليف
غادة المعايطة
(تأليف)
لم أكن على عَجلٍ، وأنا في بطن أمي، إذ كنتُ أخشى البرد، فقد كان الثلج يُغطّي مداخل البيوت. كان شتاءً قاسيًا، لزم الناس فيه البيوت أيّامًا، وأحيانًا أسابيع. عادت خالتي لمدينتها لتجد الفراش والأغطية، التي كانت مرصوصةً على الخزانة، وقد أصابها العفن والعث، نتيجة لمياه الأمطار، التي تسرّبت عبر السّقف.
لم يتسنّ لي أن أعتذر لخالتي، مع أنّه لا ذنب لي في التأخير، مؤكدٌ هو خطأ في الحسبة، كما هو متعارف عليه بين الأمهات، قضيةٌ نسائيةٌ بحتة، وحقيقة أنه لم تكن هناك أجهزة (سونار)، و(ألترا ساوند) لتحدّد عمر الجنين. أخذ الاعتذار وجهًا آخر بعد عقود، كنت أنزوي في ركن هادئ في منزل شقيقتي، التي هي زوجة ابنها، أقرأ آياتٍ من القرآن الكريم على روح زوجها، الذي غادر بعد عمر حافل طويل.