بيتر زينجر: مؤسس حرية الطباعة في العالم الجديد
تأليف
توم جالت
(تأليف)
نجاتي صدقي
(ترجمة)
استلقى زينجر على القش في سجنه بعد أن قضى خمس ساعات واقفًا على قدميه، وهو لا يدري أي قرار سيتخذه المحلفون في قضيته، فالقاضي يطلب منهم أن يجرموه، وإذا ما قالوا إنه "غير مذنب" فيسيئون بذلك إلى القاضي ، وربما ينتهي بهم الأمر إلى السجن..
ولم تنقض عشر دقائق حتى دخل السجان غرفة زينجر، وأيقظه من نومه العميق، فقال وهو لا يزال يغط في نومه: أجاء موعد الغداء؟.. فأجابه الحارس: كلا إنك مدعو إلى المحكمة، فهب زينجر واقفًا وقال: هل حانت لحظة لفظ القرار؟..
وسار في حراسة جنديين إلى قاعة المحكمة، فوجدها تغصّ بالجماهير ، ووقف رئيس هيئة المحلفين، لإعطاء القرار ، فدعا الحضور إلى التزام الصمت ،وصاح بأعلى صوته: أيها المحلفون هل اتخذتم قراركم؟.. فأجابه صوت عالٍ أيضًا: نعم لقد اتخذناه، إنه غير مذنب !
وقبل أن يعي زينجر حقيقة هذا القرار بلغته زفرات زوجته، ورأى دموعها تمتزج بابتسامتها.