"سألني أحدهم عن الأَسر، فقلت إنه بحجم الحنين، وآخر عن اعتقالي، فقلت إنه رحلة في نفق لم تغادر عيناي النور في آخره، وآخر قلت له أخشى أن يكون أكثر مُتّسعًا مما نحن فيه!" - للقضبان رواية أيضًا للفلسطيني حسين حلمي شاكر 🇵🇸
يصعب تصنيف هذا العمل أدبيًا، ليس لتفرّده الفني، وإنما لغياب خصائص وركائز الأشكال الأدبية المتعارف عليها ما بين رواية وقصة قصيرة ومسرحية، إذ تُعد الرواية بأكملها بمثابة متتالية من الذكريات أو الومضات التي تؤلف فيما بينها كيانًا أشبه بالمذكرات منه بالرواية.
تشير سيرة المؤلف إلى السنوات السبع التي قضاها في معتقلات دولة الاحتلال، وهو الحدث الأكثر حضورًا في هذا العمل الذي حاول المؤلف من خلاله تسليط الضوء على المأساة الفلسطينية من خلال مشاهد شديدة الاختزال من حياته الخاصة وصولًا إلى الحالة الأكثر عمومًا وهي المقاومة التي تتحول مع التجربة إلى أكثر من مجرد فِعل، وإنما قيمة وحالة معنوية عبّر عنها شاكر قائلاً: "عندما أصرّوا (في المعتقل) أن تكون لنا أرقام قررنا أن نكون أصعبها!"
سيظل كفاح الفلسطيني من أجل قضيته ملهمًا لكل من يتمسك بالحق والكرامة والعدالة في عالمنا البائس، وسيظل الأدب أحد أمضى أسلحة المقاومة التي تستنهض الوجدان وإن كانت غيض من فيض.
#Camel_bookreviews