مراجعات كتاب خرابيش الحرف على الروح

❞ لماذا نكتب؟

⁠‫لعلَّنا نشعر بالخوف دائماً مِن تبدُّد الحياة التي نعرفها، نخاف مِن تلاشي شهادتنا على الحياة ونسعى لطرائق مختلفة في تثبيتها، وترك بصماتنا حيَّةً تدلُّ علينا، الكتابة بهذا المعنى محاوَلَة للبقاء، حيلة لإبعاد المَلَل، صوتٌ يكسـر الصّمت، معنى يملأ الفراغ. لكنها أيضاً لا تخلو مِن رغبةٍ دفينةٍ في صـياغة العالم على ما نحبّ ونشتهي ونتوقّع، وهي بحثٌ عميقٌ في دواخلنا وتحايُلٌ للبوح بالأفكار والمشاعر، وتقارير تفيد بما سَتَرنا، وتجمَع معارفنا بين دفَّتيْ كتاب. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ يمكن اجتياز كلّ العوائق إلا التوقُّف عن القراءة.

هنا أضعُ يدي على الجُرح، ليس غياب الكتابة ما يؤلم ولكنْ غياب القراءة، لأنّ غياب الكتابة يعالَجُ بالانتظار والأمل والتمَنّي والثقة بالقلم، ولكن غياب القراءة يعني نضوب النهر مِن موارده. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ لم أعُد أتجاوَب مع النُّصوص بصورةٍ مجانيّة، باتَ عقلي الناقد مزعجاً يكشف لي عن هِناتٍ تُفسِد مُتعتي، بتُّ متطلِّبة، أبحثُ عن نصٍّ ناضجٍ ماتعٍ مختلف، وبالكاد أجده.❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ تصوَّرْتُ زمناً بأنّ الرواية هي عالمي المُوازي الذي أحاكي به العالم الواقعي تحدّياً وزهواً، لكنّ الكتابة وهي تمنحني تواضعها النبيل كانت تعلّمني حرفاً حرفاً بأنها ليست معنيّة بصورة عَن الواقع، ولكنّها مدفوعة لاستجلاء المعنى الذي تنطوي عليه الصور، هكذا يولد ❞ العالم الجديد على سنّ القلم، أو في بُقعة الحبْر، كما تنبت زهرة بريّة، يولد محمّلاً بدلالاته ومعانيه. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ وقد تعلَّمْتُ خلال حياتي أنْ لا أنظُر للخلف لأعدَّ إنجازاتي أو أستجدي زَهْواً زائفاً أو أحمِّل النَّفسَ ندَماً موجِعاً. ما مضـى صار خلفي؛ درْسـي في الحياة ومعرفتي، ولكنَّه ليس أرجوحَة للمُتعة المريضة ولا مشنقة لرأسـي الجميل. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ فوق هذا فإنّ الكتابة قدَّمَتني وعرَّفَتني إلى شخصٍ بالغ الأهميّة في حياتي، شخص لو لم أعرفه لتُهتُ تماماً، لكان وجودي عبثيّاً، عرَّفَتني الكتابة إلى نفسـي، بتُّ قادرة على فهم نوازعي وتفسـير رغباتي، وتحسُّس طموحي، واكتشاف نقائضـي وهِناتي، كما أمكنني رؤية مزاياي وما هو جميلٌ ناصعٌ بديعٌ فيّ، بِتُّ لأتحرَّكَ بليونةٍ ما بينَ كهْفي ومرآتي، أراني مِن الخارج والداخل، كما أراني بين الحروف، صنَعَت الكتابةُ محبَّتي لنفسـي، وقرَّبَتني مِن ذاتي لأحبّها ثم أحبّ الكوْن مَعَها. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ ستشدّني الحياة بعيداً عن الكتابة؛ أتلهّى بكلّ شيء حولي ولكني أقتات الأشياء لتصـير وقوداً لمحْرقة الكتابة، سأنتظر المعجزة.

⁠‫هناك أفكار وكلمات ستتقدّم مِن تلقاء نفسها وتنطبع على اللّوْح، تكتُب النصوص نفسها. ❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ يُخيَّلُ إليَّ أنّ الدَّرس الأكبر في حياتي هو أنَّنا كلّنا كمجموعة مولعون بالأوهام، أوهام الحُبّ والصّداقة والسـياسة والتفوُّق والإبداع العظيم.. فإذا عرفتُ حجْمَ الوهْم في حياتي تمهَّلَتْ خطواتي ولم أعُد مدفوعةً بالحماسة ذاتها.. بتُّ أقلّ شغفاً وأكثر تصالُحاً مع الحياة.❝

⭐️⭐️⭐️⭐️ ⭐️

❞ في ذلك الفضاء الرَّحب للكتابة أجِدُ حريَّتي، وسعادَتي، ومِن علياء الكتابة أُمطِر، ومن طينِها تطلعُ أزهاري، روائحها الشذيّة ستكون لكُم، تحكي ما كان على الأرض إبان كنتُ فيها، وتمنحُكُم ريشاً مِن أجنحتي، ولوناً مِن قُزح، وبعضاً مِن أسطورة بحثي عن ❞ الحقيقة، والخيال، والحريّة، والعدالة، والجمال، والخير، والحُبّ. ❝

❞ ليس غياب الكتابة ما يؤلم ولكنْ غياب القراءة، لأنّ غياب الكتابة يعالَجُ بالانتظار والأمل والتمَنّي والثقة بالقلم، ولكن غياب القراءة يعني نضوب النهر مِن موارده. ❝

❞ أكتب لأتنفَّس، لأطير، لأعرف أكثر، لأحقِّق ذاتي، لأمسِك بالزمن الذي يفرّ منّي، لأوثِّق تجربة مُعاشة تخصّني كما تخصّكُم، لأسجِّل وجهَة نظري، لأضـيفَ لوني إلى لوحةِ الحياة، وبَصْمَتي على صفحة سوابِقِه، لأصحِّح وأقوِّم ما اعوَجَّ مِن الحياة، وأثني وأليِّن ما استقام وتكرَّس، لأفكِّكَ الثابت، وأجمَع الشظايا ❝

‏كتاب أعتبره كخواطر عن دور الكتابة في حياة من يمتهنهاو يعشقها،أسلوب رصين ولغة سلسة لكن كنت اتمنى ان يكون اكبر حجماً او يعرج بنا إلى مناطق أكثر حميمية وتكون كمرجع لمن يقع في هوى الكتابة.