مواقف
تأليف
صبحي فحماوي
(تأليف)
يتقن فحماوي العبور إلى فن سـرد الأقصوصة، بسبب من تمكنه من التقنيات المعروفة في كتابة الرواية والقصة بخاصة، ويمكن القول: إنه لا يحتفي كثيراً بشعرية النص، حتى لا يذهب إلى تشتيت وبلبلة وعي القارئ ومرجعياته، وليبقى مشدوداً ومتمركزاً على الأحداث والشخوص واستراتيجيات النص الذي يكتب، ذلك أن شـريط القصة القصـيرة بعامة، والأقصوصة بشكل خاص لا يحتمل الإسهاب والتصوير البلاغي العميق، وهذا ما أكد عليه غير ناقد، فهذا (بينيفون) يُعرِّف الأقصوصة بقوله:
«الأقصوصة النثرية ذات مجال ضـيق، تسـرد حدثاً جديداً غير مألوف، ونعني بالجديد حدثاً لقصة يقوم بذاته..» وهذا يتناسب مع الوعي بأن الحدث في مثل هذا اللون الكتابي يقوم على تقدم الحدث على الشخصـية، لا سـيما عند الوصول إلى الخاتمة، التي تتضمن مفارقة مدهشة حافزة على اللذة والمتعة، وصولاً للتأمل والتفكير فيما وراء النص، تحقيقا للمسار الإيحائي المنشود.