رسالتان من التراث النقدي عند العربي
نبذة عن الكتاب
يضم هذا الكتاب رسالتين من التراث النقدي نجمتا في إطار جدل ديني وفني واجتماعي حول قضيتين أدبيتين هما: الموقف الديني من الشعر، والمفاضلة بين الكاتب والشاعر وبين الكتابة والشعر. ولكل منهما تاريخ في الإطار الثقافي العربي. فقد بدأ الجدل حول مدى قبول الشعر والشعراء دينياً منذ نزلت الآيات القرآنية الكريمة التي تنفي كون القرآن الكريم شعراً، وكون النبي، صلى الله عليه وسلم، شاعراً، وكذلك الآيات الكريمة في سورة الشعراء التي تصفهم بالغواية، وتستثني من الحكم الشعراء المؤمنين، ويضاف إلى هذه النصوص القرآنية أحاديث نبوية شريفة تقع في الإطار نفسه. وقد أدى هذا إلى أن تصبح قضية الموقف الديني من الشعر والشعراء واحدة من القضايا التي شغلت الأوساط الدينية والأدبية والاجتماعية بعامة. وهو ما نجد تجلياته في كثير من الكتب الدينية والأدبية والنقدية العربية منذ مرحلة مبكرة من تاريخ الكتابة العربية وحتى الوقت الراهن، كما يتضح في الرسالة التي تقع في صدر هذا الكتاب. لقد اكتشفت "رسالة الطيب بن علي بن عبد في أمر الشعر وعمله..." حين كنت أقوم باستقصاء المخطوطات العربية المتعلقة بالنقد والبلاغة في فهرس المخطوطات العربية المحفوظة بمكتبة الدولة في برلين، الفهرس الضخم القيم الذي أعده المستشرق الألماني فيلهلم الورد، فقمت بمساعدة أستاذي الدكتور ايفالد فاجنر مدير معهد الدراسات الشرقية في مدينة جيسن/ ألمانيا بطلب المخطوطة من مكتبة الدولة ببرلين التي تكرمت مشكورة، وزودتني بنسخة من الرسالة. وحين قرأت الرسالة التي تقع في ثلاثين صفحة، وجدتها مكرسة للدفاع عن الشعر والرد على منتقديه والمتحاملين عليه من وجهة نظر دينية، وقد عمد الطيب في دفاعه إلى استعمال المصادر نفسها التي استعملها منتقدو الشعر، وهي المصادر الدينية، فقد اعتمد على القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال المراجع الدينية والأدبية في دفع التهم الموجهة إلى الشعر، تماماً كما فعل المتحاملون عليه. وتبينت أن المادة التي تضمها الرسالة تقدم صورة مفصلة للجوانب المتعددة المتباينة المتعلقة بقضية الدفاع عن الشعر في الثقافة العربية. وهي بهذا تمثل الرسالة الوحيدة المكرسة لهذا الموضوع – في حدود ما أعلم – على الرغم من كون مادتها وموضوعاتها منثورة في عدد كبير من الكتب الأدبية والنقدية والدينية العربية ، كما يتبين من الإحالات والمقابلات الكثيرة الملحقة بالتحقيق. أما الرسالة الثانية، رسالة أبي إسحاق الصابي : " رسالة في الفرق بين المترسل والشاعر" فقد ذكرتها الكتب النقدية والأدبية القديمة أو أوردت أجزاء منها في غير موضع وسياق، كما فعل أبو حيان التوحيدي في" المقابسات"، وابن سنان الخفاجي في "سر الفصاحة"، وابن الأثير في "المثل السائر"، وابن أبي الحديد في "الفلك بدائر". كما وردت إشارات إلى وجودها في بعض المخطوطات الأخرى ومنها "التذكرة الحمدونية"، وقد حصلت بفضل كرم الدكتور إحسان عباس وتعاونه على نسختين من رسالة الصابي من مخطوطتين للتذكرة الحمدونية، وهما اللتان اعتمدهما في التحقيق الملحق بالدراسة. ورسالة الصابي تعالج قضية العلاقة بين الشعر والنثر وبين الشاعر والناثر، وهي بهذا تتناول هذه القضية من وجهة نظر فنية تتعلق ببنية كل من الشعر والنثر، كما يبحثها كذلك من وجهة نظر اجتماعية تتعلق بالمفاضلة بين الشعراء والكتاب التي أخذت حيزاً غير قليل من اهتمام عدد من الأدباء والنقاد استناداً إلى أبعاد فنية واجتماعية وهو ما سيجده القارئ مفصلاً في الدراسة للرسالة.عن الطبعة
- نشر سنة 2015
- 128 صفحة
- [ردمك 13] 9789957585914
- الآن ناشرون وموزعون
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
10 مشاركة