اقتباسات من كتاب غرفة المسافرين

تيري إيغلتون، كيف نقرأ الأدب؟ ترجمة محمد درويش، الدار العربية للعلوم، ناشرون ـ بيروت 2013

الألم جزء من الوجود، وأن لا خلود على الأرض. ولكن بوسعنا أن نتذوق طعم الخلود في العمل؛ في عزيمة كل يوم؛ في الرضا الذي يجلبه العمل

ومن الصعب على من لا يسافر أن يُغيِّر الصورة المرسومة له سلفًا. لذلك كان لابد لكل نبي من هجرة.

ملكًا عاقلاً، يعرف أن سر طاعته يكمن في أن أوامره معقولة.

«اللهم إني لا أسألك معجزة، بل عزيمة كل يوم، الهمني فن الخطوات الصغيرة».

من لا يُغير مكانه لن يعرف في حياته، مهما طالت، إلا القليل الذي يمكن

اليابانيون يتفوقون على الجميع في كثافة التصويب؛ فهم يقضون عطلاتهم بالجدية التي يمارسون بها أشغالهم يستيقظون مبكرًا، لا يغفلون عن مكان، ويطلقون عدساتهم على كل شيء ثابت أو متحرك وهم ـ دون غيرهم ـ لا يطمئنون لكاميرات الهواتف، ويتمسكون بكاميرا

بحثًا عن شيء أتوهم أنه يخصني هنا أو هناك، وليس مهمًّا أن أجده؛ إذ تبقى الفضيلة الكبرى للسفر أنه يصالحنا على أماكن عيشنا الأصلية، لأننا نعود منه مشتاقين إلى سريرنا الأصلي، عملنا الذي نستمد منه المعنى، وطعم قهوتنا المعتاد.

ربما كانت الحياة كلها مجرد حلم والموت هو استيقاظ الحالم، والسفر والعودة هما مجاز الحياة والموت.

نون صارم يعفي الناس من إغواء الجشع الذي تخلقه ميوعة القوانين.

ربما لهذا السبب رأيت إيمان مرسال في حلم. ما بيننا أقل من تواصل الأصدقاء، لكنني أتابع كل ما تنشر بإعجاب وأستطيع أن أتوقع قوة النار التي أنضجت قصائدها على هذا النحو.

لا العائد هو نفسه الذي غادر منذ عقود، ولا الناس الذين تركهم ظلوا على حالهم كلاهما سار في اتجاه مختلف خلال الغربة الطويلة تتضخم صورة الوطن، حتى تصبح أسطورية تمامًا، وتنمحي آثام من غادرهم حتى ليصبحوا ملائكة وهكذا يعود الغريب

لكن الحنين يعاوده مثل حكة في الجلد

ستكتشف فور وصولك إلى هضبة الهرم، أن هدفك الوحيد هو العودة بهزائم أقل، من معاركك مع ساسة الخيل والجمال والنصَّابين الذين يبيعون قوارير الفساء باعتبارها عطورًا فرعونية، وإن كنت أكثر بسالة، ستعود بعدد من الصور للموقع، يوجد أفضل منها على

أنصاب الحب يمكن أن تكون أكثر تواضعًا من تاج محل؛ في سطر كتبه شاعر، وربما في نظرة محبة، أو لمسة يد تترجم حب قلب بسيط لا يعرف كيف يعبر عن نفسه بالكلمات.

الأماكن ذائعة الصيت قد تُسلي المرضى والمهجورين، لكنها تُفسد بمبالغاتها تمثيل الحياة الذي ينشده الأصحاء في السفر. كل شيء في الأماكن المشهورة ضخم ومبالغ فيه إلى حد الزيف. وكل شيء معروض للفُرجة: المبنى، الباعة، المتسولون، والزوار أنفسهم.

تُقدِّم الأنصاب السياحية الكُبرى تلخيصًا مخلًّا للعالم، ولا تستطيع أن تمنح زوارها أكثر من دهشة تموت في مهدها. ليس بوسعها أن تزحزح حقيقة هشاشة الكائن، مريض البدن كان أو مريض الروح، بل إنها تؤكد تلك الهشاشة.

باختصار، لا تخرج من بيتك إذا لم تكن متأكدًا من مهارتك في العودة إلى الطفولة. وإلا فإنك لا تهدد سعادتك الشخصية في الرحلة فحسب؛ بل مستقبل صناعة السياحة التي توفر مئة مليون وظيفة في العالم، ونحو ثلاثة ترليون دولار.

وسيلة من وسائل صنع الوجدان العام

وقد حملت اسم الشاطئ عنوانًا لها، مدشنة بذلك الكتابة عن تلك اللحظات الاستثنائية في حياة الإنسان؛ لحظات العطلة في الزمان والمكان العابرين، بكل ما تحمله هشاشة الظرف من سعادة وحزن