خير الله الجبل - علاء فرغلي
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

خير الله الجبل

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

يا قلة الصبر! تقولها ولا تصطبر حتى يهده التعب فيعود ولود الكلب ضحكوا عليه وتركوه للجناجِم وحده في طاحونة المفارق وطاروا! وبعد أن استقرّ طرف عصاه المدببُّ ينخُر في عيونها وأنوفها وما شاف من فتحاتها محاولا اكتشاف ما بداخلها بجرأة وجسارة، أفلتتْ كفُّه الصغيرة العصا، وتسحّب فوق أطراف أصابعه كاتما أنفاسه حتى تجاوز مدخل الطاحونة، ولم تمنحه شجاعتُه قدرةً للانحناء والتقاط العصا الملعونة التي انحشرت في فم إحدى الجماجم المبعثرة فوق التراب. بالكاد قفز كالملدوغ بعيدا بعيدا ليقطع، كاملَ المسافة من طاحونة المفارق إلى الشارع البحري في نفس واحد، مقاوما رغبته في إلقاء نظرة خاطفة للوراء ليتأكد له ما إذا كان ثمة ما يطارده أم لا. هكذا حكى "عليّ" لصالحين، أخته، وهي تُحمّمه وتدعك بين فخذيه بليفة النخيل وصابونة البوتاس كما أوصتها أمها قبل أن ينخ بيت المعصرة فوقها كالجمل.. وتموت. واعتادت صالحين معه، دون بقية إخوته، أن تمرّر حكاياته عبر أذنيها كما تمرّ رغاوي الصابون الساخنة بين أصابعها بعد أن تمتص شيئا من لذتها يمحو شيئا من تعب يومها الطويل. الوحيد "علي" الذي يقبل بها تُحمّيه بلبوصا عاريا. عيّل قليل الأدب. حتى مصطفى الذي يصغره بأربع سنوات كاملة لا يقبل. قبلها بساعات كان "عليُّ" يطنّ كنحلةٍ بين أزهار يابسة في آذان الولدين ياسين وحسين، ليجرّهما خلفه باتجاه طاحونة المجذوب كجحشين ربطهما عربجي غشيم بمؤخرة كارو، بعد أن رفض إخوته الصبيان الثلاثة الذهاب معه خوفا من الكلاب المسعورة والصخور الوعرة وأمين المجذوب، ساكن الطاحونة، الذي أقسم جارهم الشيخ يونس أنه لا يظهر خارج طاحونته إلا في الخلاء والزراعات والمصارف وقهوة مجاهد، وخوفا من لدغات أختهم صالحين التي تركت فوق أفخاذهم علامات حمراء كطوابع بريدية قديمة ذات صمغ سوداني عتيد. ولكي يحفّزهما عليُ على خوض المغامرة حكى لهما عن كنز اليهودي خيراللـه الذي دفسه في الطاحونة قبل هجرته لإسرائيل أيام عبد الناصر وسميت باسمه العزبة تاليا، وكانت تلك الرواية التي دأب حسن الكُتبي، على ترديدها دون دليل علمي أو سند تاريخي، لكنها وجدت آذانا التقطتها وأضاف أصحابها إليها. أخبرهما أن الكنز يحرسه عفريت أزرق يخدمه أمين المجذوب وأن لديه تعويذة تفُكّه، وعندما سأله حسين عن التعويذة، أخرج عليّ صفحةً نزعها من كتاب "الكبريت الأحمر والسر الأخفر" وجده بين كتب أخرى يحفظها عمهم حسن الكُتبي في خزانة سريره. كانت جلدة الكتاب حمراء قانية والحروف باهتة بارزة مكتوبة يدويا بخط النسخ، استرعت الصفحة المطوية انتباهه، حاول فتحها فخرجت مهترئة بين أصابعه فدسها في جيبه، مخمّنا أن السرَّ الأخفر هو سر كنز اليهودي خيراللـه، وأن الصفحة المطوية هي فك الطلسم، صدّقه حسين وياسين، وكان دافع حسين ابن متولي الخرار لتصديقه أكبر، فقد أراد بنصيبه من الكنز أن يثني أباه عن نزح طرنشات العزبة بالعربة الطنبور التي تجرها حمارة وابنتها، تسبقه رائحة تزكم الأنوف وتعمي الأبصار. لكن الحلم تبخّر، كما تبخّرت أحلام هامشية أخرى بمجرد دخولهم الطاحونة ورؤيتهم "الجناجم" - هكذا أسموها - وعظام آدمية وملابس بالية وسط صناديق خشبية كبيرة قديمة مغلقة بإحكام. وبعد أن تجاسر "عليّ" وسار أمتارا داخل الطاحونة، وشرع يعبث بمحتواها، طارا ولود الكلب مذعورين في فضاء العزبة كممسوسين، تركاه وحيدا لا يتذكر حرفا من آية الكرسي أو سورة الفاتحة تعينه على فتح واحد من هذه الصناديق التي هي بلا شك كرّازات ذهب اليهودي خير اللـه!
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.6 14 تقييم
97 مشاركة
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية خير الله الجبل

    15

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    5

    الرغبة في البقاء والعيش وقود انساني يبني ويهدم ويدافع ويفترس.

    ولا حيلة للمهمشين في الأرض إلا أن يبحثوا عن مأوى ولو بوضع اليد، يتوسعوا فيه ويتغلغلوا ويتكاثروا ليخلقوا وطنًا هامشيًا مستقلا يدافعون عنه بأبدانهم وأسلحتهم حتى ينتزعوه من العالم انتزاعًا.

    تنقل الرواية بؤرة جمعت المهمشين في عزبة خير الله فصاروا أصحاب مِلك بعد استرضاء الضبع وخلفاؤه، أمراء العزبة بتزكية البلطجة والفَتونة.

    الفقر والبلطجة والجهل يجعل العزبة بعد ذلك مركزًا هامًا للمصالح السياسية والدينية، الباحثين عن الأصوات الانتخابية، السيطرة المذهبية، ومنظمات المستضعفين الدولية!

    وخلال رصد ما يحدث في شوارع هذا البلد الذي يحكمه منطق القوة، يقترب الراوي أكثر من غرفة صالحين وإخوتها الأربعة. وكما تبث المسؤولية الشجاعة والجرأة في الفتيات، تشبثت صالحين بالحياة بالانتقال إلى العزبة، وتمسكت بالأمل الذي يتجسد في تعليم إخوتها ليصبحوا رجالا عليهم القيمة وتتبدل أحوالهم.

    رغم بلاغتها وعذوبتها، لغة الرواية تتسق تماما والمكان والشخصيات. تدخل عالم الرواية بسلاسة وترى كل شيء واقعًا حقيقيًا وتلمس شعور الشخصيات ومخاوفهم ومعاركهم للبقاء. تقطع طريق المدرسة في توجس مع عليّ، تقطعه على بلطجية المعلم مع ناجي وتشق الحجر وتسافر بلاد القصار، تسعى للرزق مع صالحين في السوق وعلى شونة الخضار، تركض كالمجنون في الشوارع لتتقصى العلامات على البيوت حتى يخترق البنطوزر العزبة، ويشقها طريق علوي عريض يتجه إلى المستقبل تاركًا إياها في القاع.

    أكثر ما أحببته في الرواية الشخصيات المدروسة بعناية، سماتها وطموحها، وقصصها الخلفية ليست بالبسيطة. لكل شخصية تفاصيل تجبرك على عدم نسيانها، تصرفاتهم وردود أفعالهم مع تتابع الأحداث منطقية متسقة حتى السطر الأخير.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4

    أسلوب سردي مدهش وتفاصيل واقعية بديعة عشت معها أياما بين ربوع عزبة خير الله..

    حكاية طويلة ساحرة بلا حبكة ولا عقدة تنحل في نهايتها..

    هي فقط حكاية العزبة وسكانها ومعافرتهم اليومية للحياة..

    أحببت صالحين وتوحدت معها، أتمنى أن تكون راضية وسعيدة الآن بنجاح إخوانها.

    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    يضع الروائي علاء فرغلي بين ايدينا ملحمة درامية محكمة البناء

    خيرالله الأقرب لعقلي؛  فهي ترصد  من خلال أحداثها والتغيرات التي طالت شخوصها   التغيرات  السياسية والاجتماعية فى مجتمعنا وتأثيرها على مجتمع خيرالله 

    كيف تكونت  العشوائيات ؟وكيف يعيش أصحابها ؟

    ما القانون الذي يحكم حياتهم، أين هم منا ومن القانون والدولة ؟ وأين نحن منهم ؟

    خيرالله ترصد فى قالب درامي محكم كل هذه التغيرات ، وتجيب عن الكثير من التساؤلات من خلال شخصيات مدروسة بعناية لكل منها بصمة خاصة وقصة خلفية منطقية تتسق وسلوكها ، ولكل شخصية لغتها الموائمة ، ولزماتها الخاصة .

    وفي خلفية كل هذه الاحداث تسمع موسيقى خاصة  وضعها الكاتب من خلال  كلمات تترات الأعمال الدرامية الاميز التي تعلقنا بها وشكلت وجدان جيلنا والأجيال السابقة واللاحقة من خلال ربطها بكل ما يحدث حولنا

    وجدتني أقف أمام مشاهد متقنة، أهتمت بأدق التفاصيل  ، حولت  عقلي لعدسة سينمائية ، كتمت أنفاسي مع صالحين وسائق النصف نقل أثناء صعودهم للعزبة

    شعرت بالفخر عندما استطاع عامر نحت الصخور ، والرعب عندما عاد علي بالجماجم ،  والحماس مع كل انتصار لمصطفى وسط عالم خيرالله الذى ماكان ينجو منه سوى بالحيلة والجرأة الذكية 

    وكثير من الفرح عندما نجح حسن فى العودة من المدرسة بمفرده تحت حقيبته التي تجعل منه جملا صغيرا يحمل هودج بنت شيخ القبيلة كما وصفه الكاتب

    اقنعتني  التطورات الحياتية للأبطال ، وكيف وصلت صالحين بأخواتها لبر الأمان ، كيف صنعت تلك.الأنثى صغيرة السن  ضعيفة الجسد مستقبل ناجح  لأربعة رجال، 

    عشت حالات إنسانية مختلفة مابين ود وغدر ومحبة ،  تركتها وقد علق بذهني منها الكثير والكثير

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    0

    قرأت ١١٥ صفحة من هذه الرواية ولم تشدني لاكمالها

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ممتازة

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون